الأخبارمجتمعمستجدات

رمضان شهرٌ استهلاكيٌّ بامتياز وخبير لـ”برلمان.كوم”: الأسر المغربية لا تستطيع أن تدَّخر درهما واحدا

الخط :
إستمع للمقال

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها العديد من الأفراد، يصبح الادخار أمرا أكثر تحديا نظرا لارتفاع تكاليف المعيشة بشكل مستمر، فعلى الرغم من الرغبة الشديدة للأفراد في تخصيص جزء من دخلهم للادخار، إلا أن النفقات الأساسية مثل الإيجار، وتكاليف الطعام والمواصلات تتزايد بشكل مستمر، مما يقلل من القدرة على تركيز الأفراد على الادخار.

إضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع تكاليف المعيشة يعني أيضا زيادة الضغط المالي على الأسر والأفراد، مما قد يؤدي إلى تقليل النفقات الأخرى وتأجيل خطط الادخار أو حتى التخلي عنها، وبالتالي، يتحول الادخار من كونه فعلا استراتيجيا للتأمين على المستقبل إلى تحد يواجهه الكثير من الأفراد في محاولة لتلبية احتياجاتهم اليومية.

ومع قدوم شهر رمضان لهذه السنة، يواجه المغاربة هذا الوضع بمدخرات محدودة جدا، إلا أن هذا الشهر موسوم بكثرة الإنفاق والاستهلاك، وهو الأمر الذي يساهم في إثقال كاهل الأسر المغربية، خصوصا ذوي الدخل المحدود.

وفي هذا السياق، قال محمد جدري إن “مجموعة من الأسر المغربية في مُجملها لا تستطيع أن تدخر درهما واحدا مع نهاية الشهر، والأكثر من ذلك هناك فئة عريضة تتجه نحو الاقتراض لأجل إكمال الشهر وبالتالي مواكبة المصروف والطلب”.

وأضاف الخبير الاقتصادي في تصريح له لموقع “برلمان.كوم” أن الاقتصاد الوطني المغربي، لازال يعاني من موجة تضخُّمية منذ أبريل من سنة 2021، ورغم المنحى التنازلي الذي يسجله، إلا أن القدرة الشرائية للمواطنين المغاربة خصوصا ذوي الدخل المحدود والطبقة المتوسطة تأثرت بشكل كبير.

ومن جهة أخرى أوضح جدري أن “مجموعة من السلع اليوم في السوق الوطنية لا تجد زبونا يقوم باقتنائها، والأمر يهم قطاع العقار والسيارات والآلات الكهربائية”.

وأكد ذات المتحدث أن شهر رمضان ترتفع فيه أسعار مجموعة من المواد الغذائية، كما يكثر فيه الطلب “وبالتالي مجموعة من الأسر المغربية من ذوي الدخل المحدود لن يكفيها مدخولها الشهري من أجل إكمال شهر رمضان، خصوصا بعد تسجيل ارتفاع في مواد غذائية كالقطاني والأسماك..”.

واعتبر المحلل الاقتصادي أن ارتفاع الاستهلاك خلال شهر رمضان، يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني، كما أن فئة عريضة من الشباب المغربي يجدون فرصا للشغل مؤقتة أثناء الشهر الفضيل، وبالتالي العجلة الاقتصادية تتحرك أكثر وأحسن من الشهور الماضية.

وأشار جدري إلى أن شهر رمضان هو شهر استهلاكي بامتياز، ويساهم في خلق مجموعة من فرص الشغل، بالنسبة لفئات عريضة من المغاربة في الأسواق والأحياء الشعبية على وجه الخصوص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى