
أعاد متحف بلدة إيلن، بمقاطعة البيرينيه الشرقية جنوب فرنسا، فتح أبوابه في أجواء كئيبة، بعدما اضطر إلى سحب 60% من لوحاته، لأنها زائفة.
وحسب صحيفة “ذا تليغراف” البريطانية، فإن مؤرخا فنيا قد أثار تلك المخاوف بعدما لاحظ أن رسومات منسوبة للرسام «إتين تيروس» أظهرت بنايات جرى بناؤها بعد وفاته في عام 1922.
وأكد خبراء، في أعقاب ذلك، أن 82 من أصل 140 من الأعمال المعروضة في متحف تيروس ببلدة إيلن، محل ميلاد الرسام الراحل في الجنوب الفرنسي، هي أعمال مزيفة.
وبحسب “ذا تليغراف”، فقد جُلبت العديد من اللوحات الزيتية والرسومات بالألوان المائية الزائفة إلى المعرض مقابل 140 ألف أورو من أموال سكان البلدة على مدى العقود الأخيرة، كما جاء بعضها عن طريق جماعتين محليتين كانتا قد ابتاعتا اللوحات بعد جمع تبرعات.
ونقلت الصحيفة عن إيف بارنيول عمدة إيلن، الواقعة قرب الحدود مع إسبانيا، قوله: “إنها كارثة، أضع نفسي في مكان جميع هؤلاء الأشخاص الذين أتوا لزيارة المتحف ممن رأوا أعمالا فنية زائفة ودفعوا رسم دخول، إنه أمر لا يمكن التسامح معه وآمل أن يتم التعرف على المسؤولين عن ذلك”.
وأوضح “بارنيول” أن المعروضات الزائفة جرى فحصها من جانب خبراء كان المتحف قد طلب منهم المساعدة في تنظيم معرض، مضيفا “أردنا عرض المتحف وأعمال تيروس، رسام قريتنا”، لكنه أكد في ذات الوقت، عزمه مواصلة دعم الفن المحلي، مشيرا إلى أن البلدة استثمرت 300 ألف أورو في إعادة تجديد المتحف.
من جانبها، تقدمت البلدية بشكاوى قضائية بالتزوير والاحتيال، وصادرت الشرطة المعروضات الزائفة، وتعمل حاليا على تعقب المسؤولين عن أعمال التزييف ومن باعوا تلك اللوحات.
ولفتت “ذا تليغراف” إلى أن المحققين يشكون في أن متاحف أخرى قد تحوي بدورها أعدادا كبيرة من الأعمال الزائفة المنسوبة لفنانين من الجنوب الفرنسي.
وقال مصدر قريب من التحقيق: «نعلم أنه كان هناك الكثير من أعمال التزييف والتداول (اللوحات المزيفة) ونعتقد أن شبكة منظمة تقف وراء ذلك».
وتشكك الشرطة في وجود أعمال فنية زائفة أخرى منسوبة لفنانين آخرين، فيما يقدر خبراء أن 20 في المائة على الأقل من اللوحات المملوكة لمتاحف كبرى حول العالم قد لا تكون من أعمال الفنانين الذين نُسبت لهم تلك اللوحات.