الأخبارمجتمعمستجدات

سخروا منه وسموه «ايمانويل ماكروه»: لا أحد يحب  الرئيس الفرنسي سوى تنظيم القاعدة

الخط :
إستمع للمقال

ترك الرئيس الفرنسي بلاده وتوجه إلى القارة الإفريقية، لعله يجد عوضا عمن يفارقه، كما قال الإمام الشافعي رحمه الله، غير أنه لم يجد سوى التظاهر ضده والكلمات القاتلات على لسان الساسة الذين التقاهم..
وبالرغم من كل ما قَبِل به من تنازلات، مست العجرفة الاستعمارية الفرنسية المشهورة، فقد فشلت مُساوماته في ثنْي الأفارقة عن مطالبهم بالرحيل وبالخروج نهائيا من قارتهم..
ولم يكن الأفارقة وحدهم من أعدوا له ما يليق بالتعبير عن غضبهم، بل وجد الفرنسيون ذاتهم وقد خرجوا إلى الشارع لاستقباله بمليون صرخة :لا!
وهم منذ 19 يناير يتظاهرون ضده، ووصفوه بكل النعوت، التي تليق أو لا تليق برؤساء دولة فرنسا، بما فيها من سمَّوْه “رئيس المعطِّلين le blogueur en chef” للبلاد وهو وصف ابتدعه الساسة وناس الشارع على حد سواء..
ومعه عرفت الهوة بين الدولة وبين الشعب مدى غير مسبوق، لا يعكسها فقط طول مدة الاحتجاج، أو بالأحرى «الحراك الشعبي» ضد قراراته السياسية فقط، بل أيضا الأسلوب الذي لجأت إليه الدولة الفرنسية في قمع المظاهرات..
وبالرغم من التعتيم الإعلامي الرسمي، الذي يذكرنا بجمهوريات الموز، فقد انتشرت المعلومة التي تكشف عجزه عن الإقناع وعن الحوار، بمستوى تداولته وسائل الإعلام الدولي.
 ومن مَعالِمه، استخدام الشرطة الفرنسية للغاز المسيل للدموع يوم الجمعة لتفريق عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين عبروا عن استيائهم من إصلاح نظام التقاعد والتمرير القسري لمشروع قانون إصلاح المعاشات من طرف حكومة وزيرته الأولى. وتابعنا كيف، أصبح ميدان كونكورد، المواجه للبرلمان وعلى ضفاف نهر «السين»، ساحة للتعبير عن الغضب من استعمال الحكومة للمادة 49.3 للتمرير التعسفي لمشروع القانون وذلك باستخدام السلطة الدستورية الخاصة به. ولعل أكبر تعبير عن التعريض بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو حرق دمية من قبل المتظاهرين.
وفي الوقت الذي يواجه احتمال سقوط حكومته، حالا أو مستقبلا، تتراجع أرقام شعبيته بشكل غير مسبوق، حيث تراجعت في استطلاعات الرأي إلى 28%، وهو أدنى مستوياتها منذ 2019.

ويذهب كل المحللين، أن فرنسا ما بعد القرار التعسفي ثم ملتمسات حجب الثقة، ستكون أكثر عنفا ولربما أكثر معارضة في الشارع، كما تنذر بذلك وقائع حالية، بحيث تحولت الاحتجاجات إلى أعمال عنف في جميع أنحاء فرنسا. ووفقا لما ذكرت وسائل الاعلام الدولية، بناء على تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، (وهو بالمناسبة من المناوئين للمغرب) فقد شارك 52 ألف شخص في مظاهرات نظمت في 24 مدينة أخرى في جميع أنحاء فرنسا. استخدمت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين في ميدان كونكورد، واعتقلت أكثر من مائتي شخص!!!

يحدث كل ذلك في زمن عرت فيه تقارير مالية ومنها التقرير الصادر عن المجلس الأعلى للحسابات الذي دق ناقوس الخطر بخصوص الوضعية المنذرة بالخطر التي تعرفها البلاد.

ومما ورد فيه بخصوص الجانب المالي سجل القضاة الماليون فقرات وافية عن الوضع الكارثي للإنفاق العمومي والذي تميز بمديونية تمثل 111 ٪ من الناتج الداخلي الخام مما حذا بأصحاب التقرير إلى التنبؤ بوضعية مشابهة لما عرفته اليونان في 2008 !
في الداخل، كما في الخارج تنهار، صورة ماكرون، وتضمحل صورة فرنسا معها، بالرغم من الحركات المحمومة التي يحاول بها التغطية على النفور الجماعي منه.
“الولد المدلل للجمهورية” كما كان يوصف لم يعد يجد سوى الهروب إلى الأمام وكل النعوت التي تصفه بالفشل والغرور …تطارده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى