الأخباررمضانيات

شخصيات طبعت تاريخ المغرب المعاصر: الجندي فارس الشاشة وبطل فيلم الرسالة

الخط :
إستمع للمقال

خلال هذه السلسلة الرمضانية، سيغوص “برلمان.كوم” بقرائه في عالم شخصيات طبعت تاريخ المغرب المعاصر في مجالات متعددة، الفن والرياضة والفكر والسياسة والعمل الاجتماعي، بالإضافة إلى المال والأعمال.

برلمان.كوم” وليقربكم أكثر منها، ارتأى تقديم نبذة عن تلك الشخصيات مسلطا الضوء على حياتها وأهم أعمالها، والأحداث التي أدخلتها سجل التاريخ المغربي المعاصر من بابه الواسع.

في هذه الحلقة، سنقدم نبذة عن حياة الراحل محمد حسن الجندي، الذي يعد من أكبر الوجوه السينمائية بالمغرب، خلد إسمه في الذاكرة المغربية والعربية بفضل أدوار البطولة التي شخص فيها شخصيات تاريخية في عدد من الإنتاجات السينمائية كان أشهرها فيلمي “الرسالة” و”القادسية” وغيرها من الانتاجات الإذاعية التي لا زالت موشومة في وجدان المغاربة ومن أهمها السلسلة الإذاعية ” سيف ذو يزن”

المولد والنشأة
ولد محمد حسن الجندي سنة 1938 بحي القصور بمدينة مراكش، من أسرة أمازيغية، وكان والده من شيوخ الزاوية “التيجانية”.

المسار الدراسي
درس في الكتّاب القرآني والتحق بعدها بمدرسة ابن يوسف التاريخية، واهتم بالشريعة وعلوم الدين.

منعه والده في البداية من متابعة دراسته  بالمدارس العصرية معتقدا أن من شأن ذلك أن يعرضه للإنسلاخ عن هويته الإسلامية وعن الشخصية الوطنية،غير أنه سرعان ما سمح له بالذهاب إليها تحت تأثير نصائح الأقارب والمعارف، شريطة ألا يلتحق بمدرسة تدرّس اللغة الفرنسية، ولذلك التحق الطفل محمد حسن الجندي   بالمدرسة الحسنية عام 1946 التي كان يديرها أحد الزعماء الوطنيين، وهناك استأنس لأول مرة بدروس حول المسرح، وتزوج من الفنانة فاطمة بنمزيان الممثلة الإذاعية، وله ثلاثة أولاد.

الوظائف والمسؤوليات
اشتغل أساسا بالفن والتمثيل والإخراج، وعمل في السبعينيات في هيئة الإذاعة البريطانية معدّا ومقدما لبرنامج “كشكول المغرب”.

عين بعد ذلك على رأس المندوبية  الجهوية لوزارة الثقافة في مراكش في الفترة الممتدة بين 1992-1999، وعمل محاضرا في مادة الإلقاء بالمعهد العالي للتنشيط الثقافي والفن المسرحي بالرباط.

واستقر رأي محمد حسن الجندي على تأسيس “شركة جندي للإنتاج الفني” التي أنتجت أعمالا فنية متعددة، منها مسرحيات: شاعر الحمراء، والمتنبي في جامع الفنا، وسلسلة غضبة،  وفيلم ثعلب أصيلة.

مساره الفكري
يُعدُّ محمد حسن الجندي رجلا محافظا، عشق اللغة العربية وناهض تمييع الفن، وقال “أجد نفسي حيثما كان هناك فن نبيل يحترم الذوق ومشاعر الناس. أنا لست من أولئك الذين يسفّهون العمل الفني، ويغرقون الإبداع في الإباحيات”.

مساره الفني
بدأ الجندي مسيرته الفنية من مسرح الهواة بمراكش في فرقة “الوحدة” ثم فرقة “الأمل” عام 1957، حيث جمع أفضل الممثلين المراكشيين، والتحق بعدها عام 1958 بالإذاعة الوطنية بالرباط.

نحت مكانته في عالم الفن نحتا، وتميز في الأعمال الفنية التي شارك فيها وطنيا وعربيا، مستفيدا في ذلك من مؤهلاته المميزة كتمكنه من اللغة العربية وقوة صوته وطلاقة لسانه.

وبعد أن نال إعجاب مخرجين من الشرق العربي وأثار اهتمامهم، نودي عليه لتشخيص أدوار البطولة في عدد من الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية التاريخية، ومن أشهر الأدوار التي أداها دور “أبو جهل” في فيلم “الرسالة” بالنسخة العربية لمخرجه مصطفى العقاد، ودور “كسرى” في النسخة الإنجليزية.

ورفض المشاركة في فيلم “لورنس العرب” بسبب الأدوار الثانوية المقترحة على الفنانين المغاربة.

كما لعب دور رستم في فيلم “القادسية” مع المخرج صلاح أبو سيف، ودور صخر في “الخنساء”، وشارك في “آخر الفرسان” مع  نجدة إسماعيل أنزور، وأدى دور عتبة بن ربيعة في مسلسل عمر بن الخطاب.

وبخصوص مشاركته في الإنتاجات الفنية المغربية، شارك الجندي في أعمال كثيرة، مثل: “ظل الفرعون” و”طبول النار” للمخرج سهيل بن بركة، و”بامو” لإدريس المريني، و”مطاوع وبهية”، والسلسة الإذاعية “العنترية”، والمسرحيات الوطنية الاستعراضية التاريخية كثلاثية ملحمة المجد.

ورغم أنه أصبح واحدا من عمالقة الفن المغربي ورموزه، فإن النجومية لم تغيره وبقي على طبيعته المتواضعة مقتنعا بأن “الشهرة قاتلة للأغبياء”.

الجوائز والأوسمة
حصل محمد حسن الجندي على أوسمة وجوائز عديدة، منها: وسام الثقافة من جمهورية الصين الشعبية، ووسام “عملة باريس” من مركز العالم العربي بباريس عام 1999، و”نجمة مراكش” في النسخة الثانية من مهرجان مراكش السينمائي.

حظي الفنان الكبير محمد حسن الجندي بتكريمه في الدورة التاسعة من الملتقى الدولي للفيلم عبر الصحراء، كما تم تكريمه في شهر فبراير 2013 على هامش الدورة الثالثة لمهرجان “مغرب المديح” في الرباط.

الوفاة
توفي محمد حسن الجندي يوم 25 فبراير من سنة 2017 عن عمر ناهز 79 عاما، بعد مسيرة فنية حافلة نجح فيها الراحل من تخليد إسمه بفضل أدواره البطولية في كبريات الأفلام العربية التي ستظل خالدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى