الأخبارثقافةرمضانيات

شخصيات طبعت تاريخ المغرب المعاصر..العروي مفكر ربط تحقق النهضة العربية بنقد فكر التراث

الخط :
إستمع للمقال

خلال هذه السلسلة الرمضانية، سيغوص “برلمان.كوم” بقرائه  في عالم شخصيات طبعت تاريخ المغرب المعاصر في مجالات متعددة، الفن والرياضة والفكر والسياسية والعمل الاجتماعي،  بالإضافة إلى المال والأعمال.

برلمان.كوم” وليقربكم أكثر منها، ارتأى تقديم نبذة عن تلك الشخصيات مسلطا الضوء على حياتها وأهم أعمالها، والأحداث التي أدخلتها سجل التاريخ المغربي المعاصر  من بابه الواسع.

وفي هذه الحلقة، سنقدم معطيات عن كاتب “أوراق”، و”مفهوم الدولة”، و”مفهوم الحرية” و”خواطر الصباح” و”مفهوم التاريخ” و”مفهوم العقل”..

المؤرخ والفيلسوف عبد الله العروي، الذي ربط تحقق النهضة العربية بنقد فكر التراث واستيعاب فكر الحداثة.

دراسة العروي بالمغرب وفرنسا

درس عبد الله العروي المولود في السابع من نونبر 1933 بمدينة أزمور، المرحلة الابتدائية والإعدادية في ذات المدينة، وانتقل بعد ذلك لمراكش، ليحصل على البكالوريا في ثانوية مولاي يوسف بالرباط سنة 1953، وسافر بعد ذلك لدراسة العلوم السياسية بمعهد الدراسات السياسية في باريس.

وتزامن حصول العروي على الإجازة في العلوم السياسية مع حصول المغرب على الاستقلال، وواصل دراسته العليا ونال دبلوم السلك الثالث في التاريخ عام 1958،  ودكتوراه الدولة عن أطروحة “الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية: 1830-1912”. ليصبح مدرسا بعد ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية سنة، 1967-1972.

الحداثة وتطبيقها بالمجتع العربي لدى العروي

وتتسم كتابات العروي بكونها تغطي مجالات مختلفة، وحقولاً معرفية متنوعة من فلسفة، وتاريخ واجتماع وصولاً إلى الحقل السياسي، فضلاً عن تميز هذا الإنتاج الغزير والمتصل منذ ما يزيد عن نصف قرن بانسجام مضامينه العلمية وأهدافه البحثية، والتي تمثلت كما يقول العروي في “تحديث الفكر والمجتمع العربيين”.

ويسعى المفكر عبد الله العروي، من خلال مشروعه الفكري إلى توجيه العقل العربي نحو استيعاب أسس الحداثة الغربية والشروط التاريخية التي أنتجتها، ومن ثم توجيه الفعل باتجاه تحقيق تلك الشروط التاريخية وسلك الأسباب المؤدية إلى استنبات حداثة عربية.

ويبرز العروي أن سلسلة المفاهيم التي قام بإنتاجها والتي مثلت عماد مشروعه الفكري (مفهوم العقل- مفهوم التاريخ- مفهوم الأيديولوجيا- مفهوم الدولة- مفهوم الحرية) إنما هي “فصول من مؤلف واحد حول مفهوم الحداثة فهذه المفاهيم هي المقومات والعناصر المكونة للحداثة الغربية”.

ومن خلالها اشتغل على إيضاح وبيان ما تمثله هذه المفاهيم، والمقومات من دلالات في الفكر الغربي الحديث وما مثلته في السياق الإسلامي التراثي، ومن خلال هذا التفكيك والتركيب يصل العروي إلى استحالة تحقيق حداثة عربية راهنة من داخل المنظومة التراثية الإسلامية.

مسؤوليات العروي وحياته السياسية

عمل العروي أستاذا زائرا في عدة جامعات فرنسية وأميركية، ومستشارا ثقافيا في السفارة المغربية بالقاهرة وباريس، كما كان أستاذا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط وتقاعد منها عام 2000 ليتفرغ للتأليف.

في صيف 1984، كلفه الملك الحسن الثاني بشرح أبعاد وأهداف معاهدة الاتحاد العربي الإفريقي مع ليبيا. لينال بعد ذلك عضوية أكاديمية المملكة المغربية في أبريل 1985، وعضوية المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في ماي 1990.

وعاش تجربة سياسية بدأت في صفوف اليسار، ورافق عبرها المهدي بن بركة فترة غير قصيرة، وسافر معه في إطار حركة عدم الانحياز إلى عدد من الدول الغربية، وانتهت بترشحه باسم حزب “الاتحاد الاشتراكي” سنة 1977.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى