رغم موسم الجفاف الذي يعاني منه المغرب، وندرة التساقطات المطرية، ودخول البلاد في فترة إجهاد مائي حاد، ارتفعت بشكل ملحوظ صادرات المملكة المغربية من الجزر إلى إسبانيا، مما أدى إلى زيادة مذهلة تجاوزت إجمالي المواسم الستة الماضية، وهي المرة الأولى التي يتفوق فيها الجزر المغربي على الجزر الأوروبي من حيث التصدير.
وتكشف هذه الزيادة في الصادرات المغربية إلى إسبانيا، عن زيادة غير مسبوقة في الواردات الإسبانية من الجزر من المغرب، بحجم يصل إلى 5.7 أضعاف حجم العام السابق.
وبعد الركود الملحوظ في صادرات الجزر إلى كوستا ديل سول، حقق المغرب إنجازا ملحوظا، حيث في السنوات الأخيرة، كانت صادرات الجزر إلى إسبانيا متواضعة ومحدودة، بكميات تتراوح بين 20 و280 طنًا سنويًا.
وتجدر الإشارة إلى أن إسبانيا نفسها مصدر كبير (وإعادة تصدير) للجزر وتحتل المرتبة الثامنة بين موردي هذه الخضروات في العالم.
وفي الوقت نفسه، تستورد البلاد الجزر بشكل نشط، وفي 2022/23، وصل 22500 طن من الجزر من الخارج إلى السوق الإسبانية، كما تستورد إسبانيا الجزر من 12 دولة، ويتم تسليم الكميات الرئيسية من هولندا وفرنسا والبرتغال (87٪ من الواردات تأتي من هذه البلدان).
وتم استيراد 936 طنا فقط من الجزر إلى إسبانيا من المغرب على مدى ست سنوات، إلا أن الحملة الحالية تشهد توسعا كبيرا حيث تم نقل أكثر من 1500 طن من الجزر إلى إسبانيا، وهي الذروة التي أدت إلى زيادة الدخل بقيمة 720 ألف دولار.
وخلال المواسم الستة الأخيرة، لم تتجاوز صادرات المغرب من الجزر إلى إسبانيا 1%، حققت هذه الحصة قفزة هائلة لتصل إلى 7%، والجزر ليس استثناء عندما يتعلق الأمر بالتقدم الملحوظ في صادرات الخضار المغربية.
وحتى مع استمرار الجفاف وتأخر موسم الأمطار، تواصل المملكة، بفضل استراتيجية مدروسة، رفع نسبة صادراتها. وساهمت عدة عوامل في هذا النمو، بما في ذلك الجفاف الذي دمر أوروبا في عام 2022 والذي تسبب في استنزاف المخزونات.
