الأخبارخارج الحدودمستجدات

صحيفة إسبانية: المغرب يحصد ثمار تحركاته الدبلوماسية في ملف الصحراء المغربية

الخط :
إستمع للمقال

شكل إعلان بريطانيا، دعمها لمخطط الحكم الذاتي المغربي في الصحراء المغربية، بحسب صحيفة “El Confidencial” الإسبانية، منعطفا دبلوماسيا كبيرا، اعتُبر ثمرة لضغط متواصل مارسته الرباط داخل أروقة وستمنستر، كما يمثل هذا الموقف الجديد، تحولا عن نهج دام لنحو نصف قرن في متابعة مسار الأمم المتحدة، فاجأ العديد من المتابعين، لكنه يعكس استراتيجية مغربية طويلة النفس، تؤمن بأن الدبلوماسية تُبنى بالصبر والاستمرارية.

وتجدر الإشارة، وفقا لما نشرته “El Confidencial” الإسبانية في تقريرها الصادر يوم أمس الأربعاء، إلى أن أول اتفاق تجاري وقعته لندن بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي كان مع المغرب، وهو اتفاق حمل أبعادا اقتصادية وجيوسياسية لافتة، لا سيما بالنسبة لإسبانيا، حيث تحولت السوق البريطانية تدريجيا من الاعتماد على الطماطم الإسبانية إلى المنتجات المغربية.

ويكتسب المغرب في هذا السياق موقعًا متقدما، يضيف ذات المصدر، ليس فقط كمُصدّر للسلع، بل كشريك استراتيجي في قضايا الدفاع والأمن الأوروبي. وبدخول لندن، العضو الدائم في مجلس الأمن، على خط الداعمين للمقترح المغربي، تنضم إلى كل من الولايات المتحدة، إسبانيا، فرنسا، ألمانيا، وهولندا. كما سبق لكينيا، أحد أبرز داعمي جبهة البوليساريو في إفريقيا سابقا، أن أعلنت تأييدها للمقترح المغربي المقدم سنة 2007 للأمم المتحدة، والذي تعتبره بريطانيا اليوم “الأساس الأكثر مصداقية وواقعية وعملية لحل دائم للنزاع”.

وفي سياق متصل، أكدت رئاسة الحكومة البريطانية أن هذا التحول يأتي في إطار عقيدة “الواقعية التقدمية” في السياسة الخارجية، ويقترن بضمانات استثمارية للشركات البريطانية، خاصة في مشاريع مرتبطة بكأس العالم 2030، إلى جانب التزام مغربي جديد بنشر نسخة محدثة من خطة الحكم الذاتي واستئناف المفاوضات.

وأردف المصدر نفسه، أن مركز الدراسات البريطاني “Royal United Services Institute” كان قد أشار منذ فبراير الماضي إلى تعاظم دور المغرب في استقرار منطقة الساحل، معتبرا أنه “جسر تاريخي بين شمال وغرب إفريقيا، يتمتع بموقع فريد كقوة استقرار”، وسلط الضوء على مشروع محطة كهربائية تم تدشينها في نيامي أواخر 2024 كمثال على مساهمة الرباط في تعزيز السيادة الطاقية لدول المنطقة.

على الصعيد الاقتصادي، شكل البريكست فرصة واعدة للمغرب. ووفقا للأرقام التي أوردتها الصحيفة الإسبانية، فقد أصبح المغرب الشريك التجاري الـ52 لبريطانيا عالميا، وفي عام 2024 حلّ في المرتبة 45 كمصدر للسلع، بنسبة 0.3% من واردات بريطانيا. وفي الربع الأول من 2025، صعد إلى المرتبة 44 في قائمة أسواق التصدير البريطانية.

وختمت الصحيفة الإسبانية تقريرها بالتأكيد على أن المغرب يرى في الدبلوماسية مسارا تراكميا لا يعترف بالسرعة، وإنما بالاستمرارية والتكتيك، كما أن هذا الرهان بدأ يؤتي ثماره في واحدة من أكثر الساحات الجيوسياسية حساسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى