غير مصنف

صحيفة “الحياة” اللندنية تؤكد أن نزاع الصحراء يدور في حلقة مفرغة

الخط :
إستمع للمقال

أكدت صحيفة “الحياة” اللندنية أن نزاع الصحراء يدور في حلقة مفرغة، بسبب أن إطار التسوية السلمية التي يرعاها مجلس الأمن تحت يافطة «الحل السياسي» لم ترافقها ما يكفي من المبادرات الملموسة التي تترجم جوهر التوجهات الجديدة.

وأوضح الصحافي محمد الاشهب في مقال تحت عنوان “الحلقة المفرغة” أن الآليات التي تشتغل بها الأمم المتحدة لم يطرأ عليها تغيير حقيقي، كان في وسعه أن يواكب مدلول الحل المقترح مبرزا أنه “هنا تحديداً يكمن مصدر الخلل في الصعوبات التي تحيط بالملف”.

وذكر بأن الأمم المتحدة عندما تسلمت الملف، بعد إخفاق جهود منظمة الوحدة الأفريقية التي تعاطت والنزاع منذ اندلاعه، أقرت خطة بأضلاع وأذرع، تبدأ بفرض وقف النار وإنهاء الحرب، وتعرج في الوقت ذاته إلى مقتضيات التسوية السلمية، وفي مقدمها تحديد هوية السكان المتحدرين من أصول صحراوية مضيفا أن الأمور سارت على نحو مشجع، إلى أن بدأ حصر قوائم الناخبين المؤهلين لأي استشارة شعبية، يحمل في ذاته أسباب الإخفاق.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لم تنبثق فكرة الحل البديل الذي أطلقت عليها أسماء ونعوت من فراغ، فقد أدركت الأمم المتحدة أن لا سبيل لمعالجة إشكالات ناجمة عن توزع السكان المعنيين في الفضاء الإقليمي بين المغرب والجزائر وموريتانيا، وأخرى تخص طبيعة التسوية المقبولة، من دون إقرار صيغة وفاقية حت شعار: لا غالب ولا مغلوب. غير أن هذه المنهجية السياسية التي استقرت عند مفهوم «الحل السياسي» المقبول من الأطراف كافة، لم يواكبها تحول على مستوى الآليات التي بقيت أسيرة المنظور السابق.

عندما يثار الجدل حول مهمة «المينورسو» في الصحراء، فالأمر يتعلق في جوهره بإحدى الآليات التي تطاول حفظ السلم والأمن. أما الجانب المتعلق بمضمون التسوية الوفاقية فقد ترك للمفاوضات التي دعت جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، إلى اعتبارها الإطار الوحيد الذي يكفل التوصل إلى قناعات والتزامات مشتركة. لكن الغائب في ضوء هذا المنحى أن الأمم المتحدة إن كانت تتوافر على وسائل الضغط بالنسبة الى التزامات الدول الأعضاء، فإنه لا يوجد ما يوازي الوسائل نفسها في التعاطي مع غير الدول. ومن هنا ركزت القرارات على دعوة الأطراف إلى التعاون على مستويين، في ما بينهما أولاً ثم مع الأمم المتحدة امتداداً لذلك، تردف الصحيفة.

فالجدل القائم حول مهمام «المينورسو» ليس مصدره قرار المغرب خفض أعداد الموظفين المدنيين فقط، ولكنه يجاوز ذلك نحو الإحاطة بمقتضيات «الحل السياسي» التي تجاوزت ضمنياً وعملياً المهمات السابقة للبعثة في تحديد هوية السكان. واختار مجلس الأمن بعلاقة مع هذه التطورات إسناد مسؤولية إحصاء سكان مخيمات تيندوف إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أي أنه انتقل البعد الإنساني في المشكل إلى مساحات أخرى.

إلى نهاية الشهر الجاري، سيكون على مجلس الأمن استخلاص منهجية جديدة في التعاطي والملف. ولئن كانت الأزمة الناشئة بين الرباط والأمين العام للأمم المتحدة استغرفت حيزاً كبيراً من الانشغال، فمبعث ذلك أن الخروج عن النص هيمن على الجهود المبذولة. وبالتالي يصبح تصحيح المسار يحظى بالأسبقية.

في وقائع ثابتة أن طرح المغرب خطة الحكم الذاتي الموسع، كانت وراء إقرار خيار المفاوضات. وعلى افتراض أن مجلس الأمن سيعاود حض الأطراف على استئنافها، فإن السؤال المطروح: من أين البداية؟ ولا يمكن بأي حال تجاهل خلاصات أممية أفادت بأن استقلال الإقليم «ليس حلاً واقعياً» أمام النقاش حول «المينورسو» وغيرها، فهو من باب العوارض ليس إلا.

وخلصت صحيفة “الحياة” إلى أن ربع الساعة الأخير من ولاية بان كي مون يقفل قوسه، ولا يلوح في الأفق ما يفيد بأن نزاع الصحراء، كواحد من الملفات العالقة في تعاطي الأمم المتحدة وخرائط التوترات الإقليمية والدولية، في سبيله لأن يتوج مساره. على عكس ذلك، ارتفعت وتيرة الخلافات، ولم تعد حكراً على تباين المواقف بين الأطراف المعنية فحسب، بل انضاف إليها بند جديد اسمه خلافاتٌ والأمين العام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى