واجه الملك الراحل الحسن الثاني ظرفية سياسية صعبة عرفها المغرب بعد أحداث خطيرة كادت تذهب بحياته وبالنظام السياسي للدولة، بعد واقعة انقلاب الصخيرات والهجوم على الطائرة الملكية.
هذه الأحداث دفعت بالحسن الثاني إلى إجراء مفاوضات مع قيادات الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة ائتلاف وطني، وذلك بهدف طمأنة المعارضة ودرء مخططاتها، غير أن دعوته قوبلت بالرفض من طرف امحمد بوستة زعيم حزب الإستقلال، وعبد الرحيم بوعبيد زعيم الاتحاد الوطني للقوات الشعبية.
علق بوعبيد في حديثه إلى إحدى القنوات الفرنسية، أن “المشكلة ليست إحداث حكومة ائتلاف وطنية، بل المشكلة كيفية إعادة الثقة لدى الشعب المغربي وجميع القطاعات الاجتماعية في البلاد التي تعيش أزمة ثقة إزاء الدولة”، داعيا “السلطة الحاكمة لإعطاء دليل على تغيرها”.
وأكد بوعبيد حينها على أن “نظام الحكم المطلق ولى، وبأنه يجب البدء في عهد جديد يتيح للمغاربة المشاركة والاحتجاج ومراقبة العمل الحكومي”، موضحا أنه ” ليست هناك حلول سوى إجراء انتخابات مباشرة تفضي إلى جمعية وطنية دستورية وتشريعية”.
وأشترط امحمد بوستة مشاركته في حكومة الائتلاف الوطنية التي اقترحها الملك الراحل الحسن الثاني، ب”الخروج من نظام سياسي مطلق يركز السلطات بين يديه، إلى نظام ديمقراطي مستمد من الشعب”.
