عيد الشباب.. رمزية سياسية واجتماعية متجددة تربط المؤسسة الملكية برهان المستقبل

تشكل ذكرى عيد الشباب محطة بارزة في الأجندة الوطنية للمغرب، بما تحمله من رمزية سياسية واجتماعية مرتبطة بترسيخ استمرارية المؤسسة الملكية، وبما تجسده من التزام متواصل تجاه فئة الشباب باعتبارها عماد الحاضر ورهان المستقبل.
ويحل هذا الموعد الوطني، الذي يتزامن هذه السنة مع الذكرى الثانية والستين لميلاد الملك محمد السادس، كفرصة لاستحضار الأدوار الحيوية التي يضطلع بها الشباب المغربي في مختلف المجالات، وكذا لتقييم السياسات العمومية والمبادرات الرامية إلى تمكينهم من الانخراط الفاعل في المسار التنموي للمملكة.
وفي هذا السياق، اعتبر المحلل السياسي محمد شقير، في تصريح لموقع “برلمان.كوم“، أن عيد الشباب يشكّل مناسبة ذات رمزية سياسية واجتماعية عميقة، إذ ارتبط منذ نشأته بفكرة القوة والتجدد التي تجسدها المؤسسة الملكية.
وأوضح شقير أن هذا العيد انطلق مع ميلاد ولي العهد آنذاك، الأمير مولاي الحسن، ابن السلطان محمد بن يوسف، ليكون مناسبة لترسيخ استمرارية العرش وتجديده عبر الأجيال، وربط المؤسسة الملكية بشريحة الشباب التي تمثل مكونا أساسيا في الهرم السكاني المغربي.
وأضاف أن الشباب كانوا على الدوام في صلب مسيرة التحرر الوطني، ما منح هذا العيد بعدا يتجاوز الطابع الاحتفالي ليصبح جزءا من الذاكرة الوطنية.
وأشار المحلل السياسي إلى أن عيد الشباب تحوّل مع مرور السنوات إلى احتفال رسمي وشعبي بميلاد الملك، حيث اعتاد أن يسبقه خطاب ملكي يسلط الضوء على قضايا الشباب باعتبارهم رأسمالا بشريا وثروة وطنية أساسية في التنمية، غير أن شقير لفت إلى أن جزءا مهما من هذه الطاقات الشابة ظل غير مستثمر بالشكل المطلوب، في ظل معضلات البطالة والهدر المدرسي التي تعاني منها شرائح واسعة.
كما أبرز أن الملك محمد السادس واصل تقليد الاحتفال بعيد الشباب، لكن بنَفَس مختلف يقوم على ترشيد مظاهر البذخ والاحتفاء، مع الاستغناء عن إلقاء الخطاب الملكي بهذه المناسبة، في إشارة إلى تحوّل دلالاتها نحو بعد رمزي أكثر هدوءا وبعيدا عن الطابع البروتوكولي.
وختم شقير تصريحه بالتأكيد على أن عيد الشباب يظل، رغم التحولات التي طرأت على طقوسه، محطة لتجديد التذكير بأهمية إشراك الشباب في مسار التنمية، باعتبارهم طاقة متجددة تشكل عماد مستقبل المغرب.





