
عمد الإخوة زعيتر أبو بكر وعثمان إلى نشر صور وفيديوهات تشتم منها رائحة الجرأة والوقاحة على رموز المملكة المغربية، وعلى تقاليدها الموروثة، التي يتم مراعاتها باحترام كبير من طرف كل المغاربة.

فقد نشر الإخوة المعروفين بمبالغاتهما في استعراض سلوكيات الفخفخة والتكبر والتباهي بنفائس المقتنيات والممتلكات والساعات والجواهر، والسيارات الفاخرة على حساب أحدهما، فيديو يظهر فيه الإخوة وهما يسخران من التقاليد المخزنية بما فيها تقاليد البيعة، حيث ظهر أحدهم وهو ينحني مبايعا أخاه الذي يجلس وهو مسجى بثوب أبيض على أريكة، ثم يقوم هذا الأخير بحركات بيديه بما يفسر بمطالبة المبايع بأن يتنحى لكي يسمح بالمرور لمن يوجد خلفه.
ولم يتوقف الزعتريون عند هذا الحد، بل ظهرا في صورة أخرى وهما عاريي الصدر ويحملان العلم الوطني، الذي كتبت عليه عبارات خاصة ومرفوقة بتوقيع يبدو أنه لجلالة الملك، علما أن خصوصيات ملك البلاد محظية في تقاليدنا المغربية بالتوقير والاحترام.

ولعلّ الكثير من المغاربة يذكرون يوم غضب الملك الراحل الحسن الثاني على الرئيس الراحل ياسر عرفات، ونبهه إلى أن مجالس الكبار أمانة، وبالتالي فما يدور داخل مثل هذه المجالس يجب إحاطته بالأمن والحفظ والتوقير، لا باستعراض العضلات والتباهي والتشهير، وهذا التوقير الواجب لملك البلاد منصوص عليه بوضوح في الفصل 46 من الدستور:(شخص الملك لا تنتهك حرمته، وللملك واجب التوقير والاحترام)، ولقد توارث المغاربة هذا التوقير عبر التاريخ.
إن هؤلاء الإخوة العابثين، والذين يصح فيهم المثل الدارجي المعروف في المغرب “اللي تسحر مع الدراري يصبح فاطر”، يصولان دوما ويجولان بعضلاتهما المفتولة دون أن يستخدماها في ما يفيد صورة المغرب وإشعاعه، وبالتالي فقد تكبدا طيلة المنافسات الأخيرة هزائم جديدة أضيفت الى سجلهما الملئ بالفشل والخسائر، وقد كان آخرها يوم الأحد الماضي أمام خصم أمريكي عنيد (سيدريك دوماس)، لم يعط أية فرصة لأبي بكر زعيتر كي يرقص أمامه بحركاته المخجلة في نزال أبو ظبي، وذاك كان مصير أخيه عثمان أمام الأرجنتيني فرانسيسكو بارادو الذي أطاحه بالضربة القاضية في نزال لاس فيغاس، وهو ملطخ بدماء الهزيمة المدوية.

ورغم كثرة الانهزامات والخسائر المدلة، فإن الإخوة زعيتر أصيبا بما يشبه الإسهال من كثرة الصور والفيديوهات والتدوينات التي يضعونها على حساباتهما، بشكل يمكن وصفه بالعبث المراهق، وهي في مجملها منشورات تبعث على القرف والاشمئزاز، لأنها ليست بذات قيمة ولا تعود بالنفع على رواد الانترنيت.