الأخبارسياسةمستجدات

في خطوة جمعت بين الشجاعة والأخلاق والواقعية ملك المغرب يكسر الحصار على غزة تحت النيران!

الخط :
إستمع للمقال

في خطوة جمعت بين الشجاعة والأخلاق والواقعية، كسر الملك محمد السادس الطوق المضروب على أهل غزة، وأهل جوارها في القدس، وفتح طريقا بريا نحو المحاصرين، تحت القنابل.. بين الجوع والمرض. ولم يكن أمام العالم سوى أن يحيي هذه الخطوة الملكية المقدامة، كما رسمها ملك المغرب أمام العالم.

ففي الوقت الذي كانت السفن تنتظر في الموانيء، أو انطلقت بعضها عمليا من ميناء لارنكا، لتمخر عباب البحر لأيام أخرى، كان محمد السادس قد رسم بالديبلوماسية الواقعية المباِدرة والجريئة، الطريق البري لإيصال المساعدات.

لا يمكن تقدير أهمية هذه الخطوة، إلا إذا استحضرنا الوضع الكارثي واللاإنساني الذي يعيش فيه أطفال غزة ورضَّعها ونساؤها وشيوخها، وكافة قطاعاتها، منذ خمسة أشهر. ولا يمكن أيضا أن نقيس أهميتها إلا إذا استحضرنا العجز الدولي أمام فظاعة ما يقع، والتفرج على إبادة جماعية تلتقي فيها النيران مع المجاعة والقنابل مع العطش والمرض مع القبور الجماعية.

الشجاعة هنا، هي أن يقرر ملك المغرب تجاوز الخطوط الحمراء الموضوعة دوليا وإقليميا في معالجة وضع أكثر من رهيب، والأخلاق تتجلى في ترجمه الأقوال إلى الأفعال، والالتزام الإنساني بمآسي الناس ومعالجتها، و أما الواقعية ففي التعامل مع وضع مقعد، صار يتطلب إقناع الدولة المعتدية بضرورة القيام بتنازل إنساني يسمح بهذا الاختراق الكبير..

لا شك أن الكثير من الدول لها علاقات مع الدولة المعنية هنا، دول من الغرب والشرق وفي المحيط العربي القريب والبعيد، لكن المغرب وحده من استطاع أن يعطي للواقعية الديبلوماسية بعدها الإنساني المطلوب هنا والآن.. ولم ينتظر القرارات، الدولية، بالرغم من أنه كان قد نبه إلى خطورة العجز الدولي أمام الوضع اللانساني في غزة.

سيشعر الفلسطينيون بمعنى هذه الخطوة، العملية التي تجمع بين البعد المادي والبعد الرمزي، في وقت ما زالوا يذكرون بأن الملك المغربي كان قد فتح جسرا جويا في 2023 لأجل غزة والقدس وفي 2018 كان قد فتح مستشفى لأجل الفلسطينيين، وسيشعر المغاربة بأن ملكهم حررهم من الشعور بالذنب الناجم عن عقدة العجز أمام الكارثة ورفع رأسهم عاليا بين الشعوب العربية الإسلامية، أولا ثم بين كل الدول..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى