قال إنه يخاف ضربة من إسرائيل تسقطه وتسقط الدول العربية الإسلامية: عبد الإله بنكيران أراد التشبه بقادة «حماس» فأصيب بوسواس المهداوي ووسواس ويحمان مجتمعين!!

«خرجة» الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران الأخيرة ، قد لا تستحق كل هاته الجدية التي يعلق بها المتتبعون للشأن السياسي ونشطاء الوسائل الاجتماعية والمؤثرون والمحللون. بل هي أقرب إلى الكاريكاتور الذي يثير الضحك من المواقف الجدية…
فقد صرح زعيم البيجيدي خلال اجتماع الأمانة العامة للحزب يوم السبت 13 شتنبر 2025، بأنه «بات يخشى أن تضرب إسرائيل مقر العدالة والتنمية» في الرباط وهو فيه.! ومع ذلك، يبدو للوهلة الأولى أن عبدالإله بنكيران «يتذاكى»، ويريد أن يوقع رسالة من تحت القصف… ويوحي بأن المغرب الذي أحيا علاقاته مع إسرائيل مثله مثل قَطَر التي تربطها علاقات متعددة الأوجه مع «تل أبيب»، ليس في منأى من الضربات الجوية..!
كما يبدو أن رئيس الحكومة السابق، أراد أن يلمح إلى أتباعه وأنصاره والعالمين بأن حزبه مثله مثل حركة «حماس» التي ضُربت في عقر قطر..
وأن من باب التشبُّه «الكفاحي» أن تسعى إسرائيل إلى ضرب «العدالة والتنمية» بدوره في الرباط، في حي الليمون!
طبعا حركة حماس متهمة من طرف إسرائيل ومن يساندونها بأنها تسببت في الحرب على الفلسطينيين في غزة بعد 7 أكتوبر. وطبعا حماس جاءت للتفاوض مع الأمريكيين من أجل صفقة للخروج من الوضع اللانساني في غزة..
لكن ما الذي يجعل إسرائيل وجيشها ومخابرات الموساد و«الشين بيت» تقصف حي الليمون في الرباط حيث يشنر بنكيران رجليه؟
هل يُخفي عنا بنكيران صواريخ ومعدات حربية أم يخفي عنا مشاركته في الحرب في غزة، أمْ تراه هو «بوعبيدة» الملثم ونحن لم نعرفه واكتشفت إسرائيل أمره أو هو قيادة أخرى لـ«حماس» من المنفى في الرباط؟
هي أسئلة للسخرية السوداء والتنكيت لا غير لأنه، في الواقع لا شيء من هذا وقع أو سيقع.. والتطبيع الذي وقعه ابن كيران وإخوته، لن يزول ولن يكون سببا في ضرب الحزب في مجمع الليمون..!
إذن: لماذا فعل ابن كيران ما فعل؟
الحقيقة التي أصبحت واضحة هي أن بنكيران استعار من صديقه حميد المهداوي مخاوفه أو أنه استعادها وأعاد تدويرها بعد أن كان قد أوحى له بها في جلساتهما الحميمية!
ونحن ما زلنا نتذكر أن حميد المهداوي كان قد خرج علينا بتصريح مسجل وكله جدية يقول فيه: « “عندي قرائن أن إسرائيل تستهدفني في المغرب، ولا أعرف إلى أين يمكن أن تصل الأمور في المستقبل. أحس بالخوف من إسرائيل، وألمس ذلك لأني عندما أرى ما يجري لي من مشاكل، أشعر أن هناك توقيعا من يد واحدة هي إسرائيل»!.
اعتقد بغير قليل من الفكاهة، عبد الإله بنكيران أن المناسبة سانحة له كي يشبِّه نفسه بزعيم من زعماء قادة حماس، فإذا به وجد نفسه في جبة ( أو غندورة ) الصحافي حميد المهداوي.. يقول ما يقوله ويخاف مما يخافه!
بنكيران ذاته نصَّب نفسه إماما للمسلمين، أو أراد ذلك: ينصح كأنه عبد الرحمان الكواكبي أو يهدد كأنه أسامة ابن لادن! وخاطب كل ملوك ورؤساء وأمراء الأمة بالتهديد من أن العقد الذي يربطهم بشعوبهم سينفرط إذا لم يقوموا قومة رجل واحد في القمة القادمة ورد الصاع صاعين لإسرائيل.. (قبل أن تغدر به وتهاجمه على بغتة في حي الليمون!!!)..
وعليه سينفرط عقد بين الشعوب والأنظمة وسيبدأ الربيع العربي، ذلك الحلم الذي أوصل تيارات الإخوان الإسلاميين إلى السلطة قبل أن تطردهم شعوب المنطقة!!
هنا أيضا أراد أن يتشبه بقادة الثورات، فإذا به يجد نفسه في جلابة أحمد وايحمان والهناوي (وهو بالمناسبة عضو في المجلس الوطني لحزب ابن كيران) وهما معا صرحا بأن «التطبيع سيُقسط الأنظمة» وزوجها النظام المغربي..!
وبدون الحاجة إلى تفسير الأوضاع وتعقداتها في المنطقة ما تحار فيه عقول الكبار. والدول والأجهزة، فإن بنكيران لم يعد يجد من حطب يشعله ليدفيء به خطابه البائت سوى.. التهديدات الطنانة التي سبق استعمالها من طرف المهدواي ووايحمان، مع العلم أن لهما حقوق التأليف المحفوظة وأنه لا يتردد في اقتراف السرقة السياسية في خطاباته!





