
عرفت الآونة الأخيرة بالمغرب، ارتفاعا ملحوظا في نسبة المهاجرين السريين، الذين لقو حتفهم وهم على متن قوارب الموت في اتجاه الضفة الأوروبية.
إلى جانب المهاجرين الأفارقة الذين يتخذون من المغرب معبرا لأوروبا، ينضاف عدد لا يستهان به من المغاربة، بالنظر إلى تسجيل حالات متوالية، ترصد خسارة العديد من الأرواح في سبيل تحقيق حلم الهجرة، الذي لا يتكلل بالنجاح في الكثير من الحالات، إنما لا يعدو أن يكون الشبح الذي يقض مضجع الكثير من الأسر المغربية.
في ظل هذا الارتفاع المهول لضحايا الهجرة السرية، الذين ينذرون أرواحهم قربانا، في سبيل العبور لأوروبا، تتعدد الأسئلة المثارة في هذا الصدد، خصوصا حول الأسباب التي تؤجج هذه الظاهرة، وتجعل المغرب البلد البارز في إثارة هذا الجدل، لأن معظم المهاجرين يحملون الجنسية المغربية.
ما هي الأسباب التي تجعل المغرب متألقا في صناعة قوارب الموت، التي تحمل على أكتافها ضحايا الهجرة السرية، لتلقي بهم الأمواج أمواتا بدون نعش ولا أكفان؟ سؤال يجيب عنه الباحث في شؤون الهجرة عبد الكريم بلكندوز، ويرجح وجود مجموعة من الأسباب، التي تتفاعل في إنتاج إشكالية الهجرة السرية، وبذلك يصعب تجاوزها “معتبرا أنها نتاج لمجموعة من التراكمات”.
ويؤكد الباحث عبد الكريم بلكندوز لـ“برلمان.كوم”، أن معالجة ظاهرة الهجرة السرية تتطلب صياغة استراتيجية، تأخذ مختلف عناصر الأزمة وتداعياتها بعين الاعتبار.
مشيرا إلى أنه في البداية يجب الاعتراف بأن المقاربة الأمنية لظاهرة الهجرة السرية، لا يمكن أن تحد من تدفق أفواج المهاجرين على المغرب وأوروبا.
ويضيف عبد الكريم بلكندوز، أن مشكل الهجرة السرية معقد ولا يمكن أن يكون الحل إلا شموليا. في هذا الإطار على المغرب أن يدافع عن التوجه الشمولي لمقاربة الظاهرة، والحذر من بعض الخطابات السياسية والإعلامية التي تضرب في الكرامة الانسانية، بهدف عدم الوقوع في بعض المنزلقات.
ويشير أن مسألة أخرى يجب الانتباه إليها، وهي أن أوروبا تسعى إلى تصدير الأزمة إلى دول الجوار الأوروبي، وذلك من خلال دعم بعض جمعيات المجتمع المدني وهذا حاصل في المغرب.
ويشار أن “دور هذه الجمعيات يتمثل في الدفاع عن حقوق الانسان بتمرير السياسات الأوروبية في مجال الهجرة السرية”، تلك التي تتلخص في إقامة مراكز استقبال تكون مؤقتة في البداية، لكن قد تتحول إلى إقامة دائمة أو مطولة”.





