اخبار المغربرأي في قضيةمستجدات

“كاترين” و”لوران” فكرة… والفكرة لا تموت

الخط :
إستمع للمقال

موجة جديدة من الابتزاز والدعاية الكاذبة تفتري على شخص الملك وحكمه ورمزيته. ويبدو أن نموذج الصحافة الفرنسية التي أنتجت أسماء مثل “كاترين غراسييه” و”إيريك لوران”، اللذان أدينا بتهم الابتزاز من قبل القضاء الفرنسي، عادت إلى الهواية نفسها، بنفس الأدوات، من تحقيقات مفبركة ووقائع مزيفة وادعاءات كاذبة. وفي نفس التوقيت، غير بعيد عن احتفال المغاربة بعيد العرش وصور الاعتزاز والولاء بين الملك والشعب. وبنفس الأسماء، وجوه وأسماء تحولت إلى أبواق نشطة تسابق إلى التعليق لدى نفس العناوين الفرنسية. ولنفس الأجندة، استهداف المؤسسة الملكية والحياة الخاصة للملك مع الاستمرار في محاولات تقويض دور المؤسسة الأمنية التي يخصها الملك بالعناية والثقة.

“كاترين” و”لوران” فكرة والفكرة لا تموت. صحافيان جربا ابتزاز الملك فسقطا بواحدة من أكبر الفضائح في تاريخ الصحافة الفرنسية، لكن فكرة الابتزاز والاسترزاق والافتراء باقية وتتمدد مع اختلاف بسيط في طريقة العمل، فالصحافيان اختارا الابتزاز بواسطة “عدم النشر” بعدما طلبا تعويضا ماليا مقابل ذلك (عدم كتاب حول الحياة الخاصة للملك)، وزميلهما في صحيفة “لوموند” موقِّع سلسلة التحقيقات حول نظام الحكم في المغرب، اختار أسلوبا مغايرا: الابتزاز بواسطة “النشر”. كل يختار طريقه وافتراءاته وأدواته التي تساعده على الهواية نفسها.

في توقيت منسق تحركت ماكينة الدعاية حول حكم الملك هذه المرة، وقبلها جربوا الدعاية الكاذبة عن غياب الملك ثم عن حياته الخاصة ثم مرض الملك، وهي كلها بالمناسبة مواضيع لا علاقة بنظام الحكم ولا الدولة في المغرب. سنوات من الكتابة والسيناريوهات والادعاءات لم تحقق من وراءها هذه الجوقة سوى إشعال أزمات ديبلوماسية بين الرباط وباريس وأحكام قضائية تدين الصحافة الفرنسية بتهم الابتزاز في قضية الفرنسيين “كاترين غراسييه” و”إيريك لوران” بعد أن طلبا ثلاثة ملايير أورو مقابل عدم نشر كتاب حول المغرب. سنوات من الدعاية وتصريف التقارير الاستخبارات الفرنسية في شكل مواد إعلامية بدون أثر.

تُذكرنا الموجة الجديدة من الحملة الدعائية ضد المغرب بسقوط كل الروايات والافتراءات التي نشرتها الصحافة الفرنسية حول المغرب ومؤسساته السيادية والأمنية، وكيف أن كل هذه الادعاءات لم تصمد طويلا أمام التحقيقات القضائية داخل فرنسا نفسها، كما تصمد كل الأراجيف التي سوقتها الأبواق الفرنسية داخل المغرب حول تأبيد أزمة العلاقات المغربية الفرنسية التي انتهت بإخضاع فرنسي أمام صمود الموقف المغربي في قضايا الصحراء والأمن والتنسيق الاستخباراتي والتعاون القضائي وغيره من الملفات التي تؤرق جزءا من الدولة العميقة في فرنسا.

نفس أساليب الدعاية، مع فارق التوقيت هذه المرة، حيث اختارت الجوقة أن تستمر الحملة الموجهة ضد نظام الحكم في المغرب لتشمل مرحلة ما بعد احتفالات عيد العرش، هذا الحدث الذي يشكل موعدا تجتمع فيه الأبواق المعادية للمملكة لتنطق في نشر الأراجيف نفسها حول الملك وحكمه وعرشه ومملكته. يمكن أن نستحضر نماذج من سياقات أحداث وقعت منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش، كانت كلها تهدف إلى ممارسة نوع من الضغط لإعطاء الملك أسلوبا في الحكم، غير أنها فشلت كلها لأن شخص الملك مؤسسة سياسية ودستورية قبل أن يكون أسلوب حكم أو نموذجا محددا في إدارة شؤون البلاد. فشلت لأنها كانت مقدمة لاشتراطات تحركها ارتباطات انكشفت مع الزمن.

إنها حالة من الانكشاف الفاضح للهجمات الإعلامية الفرنسية وقبلها الإسبانية، على الولاية والحكم والحاكم، هجوم لم يتوقف منذ سنوات وأصبح يضرب له موعدا تزامنا مع المناسبات الوطنية الأكثر رمزية. ما يجعله اليوم مكشوفا ومفضوحا أسلوبا ونهجا وأجندة، فقراءة الأحداث وربطها بالأجواء ومحاولة إضفاء الشرعية عليها بواسطة تعليقات وتحاليل مختلة ومكرورة لن يحقق لهذه الأجندات اختراقا أو تمكينا مصلحيا داخل مملكة نظام الحكم فيها قَدره البقاء والاستمرارية والمواجهة.
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى