الأخبارثقافةمستجدات

كتاب يستقصي “أصول” الظاهرة الإرهابية بالمغرب

الخط :
إستمع للمقال

“الكتاب الأبيض عن الإرهاب في المغرب” مؤلف صدر حديثا عن الفريق الدولي للدراسات الإقليمية و الأقاليم الصاعدة بطوكيو اليابانية، ويقدم الكتاب نظرة استقصائية للظاهرة الإرهابية في المغرب انطلاقا من الإرهاصات الأولى وصولا إلى تشكيل خلايا وتنظيمات إرهابية مرورا بأثر عودة الأفغان المغاربة وتداعيات الأوضاع الأمنية في بؤر التوتر.

16ماي … الإرهاب يدق ناقوس الخطر

image
غلاف الكتاب في طبعته الأولى 2015
image
الواجهة الخلفية للكتاب

يؤكد الكتاب في فصله الأول تحت عنوان “ما قبل هجمات 16 ماي 2003” أن تفجيرات 16 ماي في مدينة الدار البيضاء “كانت بهدف منح وجود ملموس للإرهاب الذي يتدثر برداء إسلامي ” غير أن الكتاب يؤكد أن هذه الهجمات لم تكن الإشارة الأولى لبروز التهديد.

ويكشف الكتاب أن العالم بدأ يلتفت للظاهرة الإرهابية بعدما “تلاحقت الظنون و الشبهات بتنظيم القاعدة الذي كان يتزعمه أسامة بن لأدت و تعززت لدى إطلاق صفة غزوة منهاتن على الحادث الإرهابي” أي الحادي عشر من سبتمبر، أنذاك يقول الكتاب “استفاق العالم من غفوته ثم توالت ردود الفعل حيال العدو الجديد الذي لا يعرف أحد أين و متى سيضرب و أي الأسلحة سيستخدم في تنفيذ هجماته المُحتملة”.

و يتوقف الكتاب عند نقطة لافتة في دراسة الظاهرة الإرهابية وهي الاتكاء على أسلحة جديدة بعيدا عن الأسلحة التقليدية وهكذا “سارعت المجموعات الإرهابية إلى صنع أسلحتها الخاصة التي تشمل حشو العقول و ابتزاز المشاعر و العزف على أوتار الإيحاءات الدينية بين ما تراه خيرا و شرا و ما تصنفه كفرا و إلحادا”.

أفغانستان… نقطة البداية

شكلت أفغانستان مركز تقاطع لتنظيمات و جماعات توحدت في نظرتها و مرجعيتها و أهدافها، حيث يؤكد الكتاب أن الأفغان العرب الذي شاركوا في الحرب ضد الاتحاد السوفياتي اعدوا إلى بلدانهم متشبعين بنظريات الحرب على أنظمة و قيم ولم يكن المغاربة المتوجهين إلى هناك بعيدين عن السقوط في في مزالق التطرّف و العنف و المغالاة.

و من وجهة نظر الكتاب، فقد كان للمغاربة دور حاسم في تصاعد المد الإسلامي الراديكالي الناشط في المغرب و بالتالي في تناسل الخلايا التي سعت إلى نقل النموذج الأفغاني بحرفية تطال بواعث تكفير الآخرين و استبعاد النساء و ممارسة طقوس الفيء و الهجرة المعكوسة.

استراتيجية مغربية متكاملة

في الفصل الثالث من الكتاب، يتطرق الفريق المؤلف لهذه الدراسة لإحباط الأجهزة الأمنية المغربية للخلايا النائمة و أخرى متأهبة، حيث تم تفكيك مائة و سبعة و عشرون خلية إرهابية بينها ستة عشر فقط عام 2003 . ويسجل الكتاب أن السنوات الثلاثة التي أعقبت التفجيرات شهدت نوعا من الهدوء قياسا إلى صدى و هول الحدث المروع .

ولمواجهة تنامي الظاهرة الإرهابية ، فإن المغرب أقر استراتجية شاملة تفاعلت أبعادها الأمنية و السياسية و الاجتماعية في حزمة كاملة من الإجراءات الميدانية.

كما يقدم الكتاب بتفصيل كرونولوجيا تفكيك الخلايا الإرهابية بالمغرب و يبرز كيف أصبح المغرب يلعب دورا محوريا في الوقاية من الإرهاب العالمي ، هذا بالإضافة إلى الدور الريادي الذي لعبه العمل الديني و هيكلته في حماية و تقوية مناعة الشباب المغربي حتى لا يكون هدفا سهلا للمجموعات التكفيرية.

جدير بالذكر أن الفريق الدولي للدراسات العابرة للأقاليم و الأقاليم الصاعدة تأسس عام 1997 بجامعة طوكيو و تشكلت نواته الأولى من نخبة من الباحثين اليابانيين و الأجانب من كوريا و الصين و الولايات المتحدة الأمريكية و كازاخستان و لبنان و المغرب و تونس و غيرهم من الباحثين الذين يشتغلون على الظواهر الجديدة.

وقد قام الفريق بإنجاز عدد من الدراسات و الحوث في مواضيع مثل الهجرة و التنوع الثقافي وآليات الاستقطاب لدى الجماعات الاسلامية، الإرهاب والإصلاح الديني بالإضافة إلى الطاقة البديلة و البيئة.

وسيقدم الكتاب يوم الجمعة 15 ماي الجاري على الساعة السابعة مساءا بفندق المنصور بالدار البيضاء.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. في البداية أود أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى كل من ساهم في إنجاز هذا الكتاب من بعيد أو قريب . نعم لقد تم تقديم معطيات هامة عن النشاط الإرهابي بالمغرب غير أن هذا الكتاب لم يقدم مصادر معلوماته كما أن مواضعه في غالبيتها قريبة من مواضيع إنشائية جاهزة يعني غياب منهجية واضحة من الناحية الشكلية والموضوعية .وشكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى