الأخبارمجتمعمستجدات

كيف ينجحون في ما فشلنا فيه: التعليم في سويسرا

الخط :
إستمع للمقال

يشير التصنيف الدولي واسع الانتشار، الذي يعود لـمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلى احتلال دولة سويسرا للمرتبة الثامنة عالميا سنة 2015، واحتلالها لهذه المرتبة جاء نتيجة عدة أسباب.

ويتميز نظام التعليم في سويسرا، بالتنوع اللغوي والثقافي والتاريخي، وهو مبني على تناغم معقد بين الاتحاد والأقاليم والبلديات.

فرغم أن الدستور السويسري يضمن الاستقلالية لـ26 إقليما المتواجدة بالبلاد في مجال التعليم، إلا أنّ كلاً من الحكومة الاتحادية والأقاليم يتشاركان المسؤولية فيما يخص التعليم العالي والتعليم من الدرجة الثالثة.

الاستقرار ساعد على تطور التعليم

عرف قطاع التعليم في سويسرا منذ الثمانينات قفزة نوعية، تزامنت مع ظهور الاقتصاديات المعولمة وتصاعد الضغوط الديمغرافية والتحولات الاجتماعية، وأصبح الأمن والاستقرار مطلبا مُلِـحا في عالمٍ انفتحت ثقافاته على بعضها البعض. وهكذا بات على الجامعات والمعاهد العلمية، الاستجابة لهذه التحديات بتوفير فرص تعليمية للطلبة المحليين والأجانب.

وساهم الوضع الاجتماعي المستقِـر والمريح بسويسرا والإقبال الشديد على الاستهلاك، في الارتقاء بالبحوث العلمية في المجالات الخدماتية، كالطب والصيدلة والفندقة والاتصالات، وأدّى منهجيا إلى إرساء نظام تعليمي يجمع بين البحوث النظرية العميقة والعلوم التقنية عالية الجودة.

ويشتهر النظام التعليمي في سويسرا، بالإضافة إلى ما سبق، بالانضباط والدقة العلمية والتميـّز في اختصاصات محدّدة، مثل الصيدلة والكيمياء والبيولوجيا والبيوتكنولوجيا والفيزياء.

ومن العوامل الجاذبة للطلاب الأجانب، المرونة الفريدة في استخدام اللغات، إذ بإمكان الباحث استخدام أي من اللغات الوطنية الثلاث (الألمانية والفرنسية والإيطالية) أو اللغة الإنجليزية، إضافة إلى توفر فرص التدريب في العديد من المؤسسات المحلية والدولية. فسويسرا تحتضن المقرات الرئيسية للوكالات والمنظمات الدولية المتخصصة.

إلزامية التعليم في سويسرا

تم فرض إلزامية التعليم في 1615م، وكلف المسؤولون آنذاك، السلطات المحلية فيها بإقامة المدارس في كل الأحياء، علما بأن المناطق التي كانت تسكنها غالبية تابعة للكنيسة الإنجيلية انتشر فيها التعليم سريعا، على عكس المناطق ذات الأغلبية الكاثوليكية التي انتشر فيها التعليم في وقت متأخر.

كانت الطبقة الراقية في المجتمع غير راضية عن انتشار التعليم في البلاد، لأنها خشيت أن تفقد مكانتها المتميزة في المجتمع السويسري، وكانت مستويات المدارس متفاوتة من حيث جودة التعليم فيها، وكانت معدلات الالتحاق بالتعليم تختلف حسب المناطق وتبعًا للمستوى الاجتماعي.

استراتيجية التعليم في سويسرا

لتحقيق أهدافها في الإشعاع وتعزيز القدرة التنافسية على الساحة الدولية في المجال العلمي، اعتمدت الشبكة السويسرية الدولية خطة تهدف إلى تكثيف التعاون والتنسيق بين المؤسسات التعليمية العامة والخاصة ودعم حضورها في الخارج عبر المشاركة في المعارض الدولية أو من خلال تنظيم أنشطة، هدفها التعريف بالمزايا والإمكانات المتاحة في سويسرا، بالإضافة إلى تنظيم تظاهرات لتوثيق العلاقة مع الطلبة الذين سبق أن درسوا في الجامعات السويسرية.

ولدعم هذا التوجه، تصدِر الشبكة نشرة نصف سنوية باللغة الإنجليزية، تعرض مستجدات القطاع التعليمي في سويسرا وتقدم دليلا مفيدا للطلاب الراغبين في الالتحاق بالجامعات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى