مؤشر السعادة العالمي.. الشباب يعانون من أزمة منتصف العمر اليوم

احتلت دولة لبنان المركز قبل الأخير، من أصل 143 دولة جرى استطلاع آراء سكانها، في مؤشر السعادة العالمي. فيما ظلت فنلندا في المركز الأول بمتوسط نقاط 7.7 نقطة تليها مباشرة الدنمارك وأيسلندا والسويد، في حين احتلت لبنان وأفغانستان المركزين الأخيرين بحصولهما على 2.7 نقطة و1.7 نقطة على الترتيب.
كما أدى تزايد الشعور بالتعاسة بين الشباب، حسب نتائج تقرير مؤشر السعادة العالمي لهذا العام، إلى تراجع تصنيف الولايات المتحدة وبعض الدول الكبرى في غرب أوروبا في المؤشر، بينما احتفظت دول منطقة الشمال بالمراكز الأولى.
وخرجت الولايات المتحدة من قائمة الدول العشرين الأوائل للمرة الأولى، إذ تراجعت إلى المركز 23 بعدما كانت في المركز 15 العام الماضي، وذلك بسبب الانخفاض الكبير في الشعور بالرفاهية لدى الأميركيين الذين تق ل أعمارهم عن 30 عاما.
وبينما وضع التصنيف العالمي لسعادة الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما فما فوق الولايات المتحدة في المرتبة العاشرة، فإن تقييمات الحياة لمن هم دون الثلاثينيات وحدها تضع الولايات المتحدة في المرتبة 62. وتتعارض هذه النتائج مع الكثير من الأبحاث السابقة حول الرفاهية، التي وجدت أن السعادة تبلغ أعلى مستوياتها في مرحلة الطفولة والمراهقة المبكرة قبل أن تنخفض إلى أدنى مستوياتها في منتصف
وفي هذا السياق؛ أوضح يان إيمانويل دي نيف، أستاذ الاقتصاد بجامعة أكسفورد أحد معدي التقرير، أن “الشباب، خاصة في أميركا الشمالية، يعانون من أزمة منتصف العمر اليوم”. وكان جيل الألفية والفئات العمرية الأصغر سنا في أميركا الشمالية أكثر حديثا عن الشعور بالوحدة من الفئات العمرية الأكبر سنا.
ورجح دي نيف أن تقلل مجموعة من العوامل من سعادة الشباب، مثل زيادة الاستقطاب حول القضايا الاجتماعية والجوانب السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي وعدم المساواة الاقتصادية التي جعلت من الصعب على الشباب شراء منازلهم الخاصة مقارنة بالماضي.
ورغم أن هذه الظاهرة أكثر وضوحا في الولايات المتحدة، فإن الفجوة العمرية في الرفاهية كبيرة أيضا في كندا واليابان، وبدرجة متناقصة في فرنسا وألمانيا وبريطانيا التي تراجعت جميعها في تصنيفات هذا العام. فعلى النقيض من ذلك، فإن العديد من البلدان التي شهدت أكبر تحسن في الرفاهية هي دول شيوعية سابقة في وسط وشرق أوروبا.
وفي ذلك؛ أشار دي نيف إلى أن “سلوفينيا والتشيك وليتوانيا تنتقل إلى المراكز العشرين الأولى وهذا مدفوع بالكامل بشبابها”.
ويشار إلى أن تقرير السعادة العالمي السنوي، الذي تم إطلاقه في عام 2012 لدعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، يستند إلى بيانات من شركة أبحاث السوق الأميركية “غالوب”، التي حللها فريق عالمي بقيادة جامعة أكسفورد.
ويطلب الاستطلاع من أشخاص في 143 دولة وإقليم تقييم حياتهم على مقياس من صفر إلى 10، إذ يمثل الرقم 10 أفضل حياة ممكنة لهم، ويجري حساب متوسط النتائج من السنوات الثلاث الماضية لتحديد الترتيب.
وعموما، ترتبط التصنيفات بشكل فضفاض بازدهار البلدان، لكن يبدو أن عوامل أخرى مثل متوسط العمر المتوقع والروابط الاجتماعية والحرية الشخصية والفساد تؤثر على تقييمات الأفراد أيضا.





