اخبار المغربرمضانياتمستجدات

مقاصد الصيام.. من تحقيق التقوى إلى تقوية الروابط الاجتماعية وتعزيز التماسك المجتمعي

الخط :
إستمع للمقال

يُعتبر شهر رمضان من أقدس الأشهر في العالم الإسلامي، حيث يتجاوز كونه وقتا للعبادة والتقوى، إلى فرصة لتجديد الروابط الاجتماعية وتعزيز التكافل بين أفراد المجتمع، فيما يُظهر شهر رمضان أهمية كبيرة في بناء العلاقات الإنسانية وتوثيق الروابط بين الأفراد، مما يجعله شهرا ذا بعد اجتماعي عميق.

وفي هذا السياق، أكد الباحث في علم الاجتماع، عمر عمور على أن شهر رمضان يأتي ليعزز التماسك الاجتماعي بشكل كبير، مشيرا إلى دور هذا الشهر في تقوية الروابط الأسرية وتوسيع دائرة التكافل الاجتماعي بين مختلف طبقات المجتمع.

وقال عمور، في تصريح لموقع “برلمان.كوم”، إن “الإنسان لا يمكن أن يُفهم بشكل كامل إلا من خلال ارتباطه الاجتماعي، ومن هنا يأتي رمضان كفرصة مثالية لإعادة النظر في القضايا الاجتماعية وتعزيز الروابط بين أفراد المجتمع”. وأضاف أن من بين أبرز المقاصد الاجتماعية لشهر رمضان هو تعزيز التماسك الاجتماعي، خاصة في سياق الأسرة، حيث يعيد رمضان للأسرة دورها الأساسي في التربية وتوجيه الأفراد، مؤكدا أن اجتماع الأسرة حول مائدة الإفطار يمثل مناسبة هامة لتقوية الروابط الاجتماعية بين أفرادها.

وأشار عمور إلى أن رمضان يعيد للثقافة الاجتماعية التقليدية حضورها، من خلال تقوية التواصل بين الأجيال في داخل الأسرة. ولفت إلى أنه “في رمضان، تجد الأسرة نفسها مجتمعة حول المائدة، وهو أمر يكاد يكون نادرا في الأوقات الأخرى. إذ يعتبر هذا التواصل من أسمى المقاصد الاجتماعية التي يحملها الشهر الفضيل”.

ومن جانب آخر، أكد الباحث في علم الاجتماع أن رمضان يشكل فرصة لتعزيز التكافل الاجتماعي بين مختلف طبقات المجتمع. وقال في هذا السياق إن “رمضان يتميز في المجتمع المغربي بممارسة التكافل الاجتماعي الذي يساهم في تخفيف حدة الفوارق الطبقية. سواء كان الإنسان غنيا أو فقيرا، الجميع يتناول نفس الأطعمة، ما يعزز من الوحدة الاجتماعية بين مختلف الفئات”. وشدد على أن هذا التكافل يعد أساسا في استقرار المجتمعات، حيث يساهم في تقوية اللحمة الاجتماعية داخل الفئات الاجتماعية المختلفة.

وذهب عمور إلى أبعد من ذلك، إذ أبرز دور رمضان في تنظيم الضبط الاجتماعي. وقال إن “رمضان يعزز من الرقابة الاجتماعية، حيث نجد الجميع يتبع نفس القيم الاجتماعية والسلوكية، مثل الامتناع عن الإفطار علنا، الأمر الذي يعكس انضباطا اجتماعيا جماعيا في ظل قدسية الشهر الكريم”.

وفي تحليل آخر، أكد عمور أن رمضان يعيد إحياء دور الأسرة الممتدة، التي تشمل الجد والجدة والأبناء والأحفاد، وهي فرصة لتجديد الروابط بين الأفراد، سواء على مستوى الأسرة النووية أو الممتدة. وأضاف أن تلك اللحظات الاجتماعية تكون أعمق في رمضان، خصوصا في المناسبات الكبرى مثل ليلة السابع والعشرين من رمضان أو يوم العيد، حيث تتزايد الزيارات الاجتماعية.

وفي الختام، أبرز عمور أن رمضان يحمل في طياته مقاصد اجتماعية عدة تهدف إلى تعزيز التماسك بين أفراد المجتمع، الأمر الذي يجعل من هذا الشهر الكريم نقطة انطلاق، لإعادة بناء العلاقات الاجتماعية، في عالم أصبح يعاني من التفكك والانعزال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى