الأخبارمستجداتملف الأسبوع

ملف الأسبوع: التصوف والإعلام بالمغرب.. ضعف اهتمام تَحُدّه المناسبات الدينية

الخط :
إستمع للمقال

يعتبر التصوف من أهم السمات الدينية التي تدعو منذ ظهورها في العالم إلى الزهد والعبادة والحب الإلهي لله تعالى وإخراج الدنيا من القلب والنفس، غير أنه سرعان ما تحول هذا المصطلح من بوتقته الدينية إلى منهج هوياتي يحدد التوجهات المختلفة لعدد من الدول وبات هذا المنهج يقارب القضايا الاجتماعية والسياسية المختلفة، بما فيها تلك التي يقترب منها الإعلام.

والحديث عن التصوف في الإعلام المغربي أصبح ملزما للسؤال عن واقعه ومدى حضوره، حيث أن الجولة الفاحصة للبرامج الإذاعية والتلفزية التي يُنتجها الإعلام العمومي بالمغرب، واستقراؤها يكشف عن الحضور الهزيل للتصوف، الذي لا يأبى أن يظهر إلا خلال المناسبات الدينية، فهو كما يعبر عنه متخصصون حضور “مغبون وباهت”، بحيث أنه لا يبلغ مبلغ الممارسة والفكر الذي يفرضه هذا المنهج الروحي في التعامل مع خصوصيات المجتمع المغربي.

ويبدو بارزا أن التصوف في المؤسسات الإعلامية المغربية العمومية والخاصة بأصنافها المرئية والإذاعية والورقية والإلكترونية، يظل مرتبطا بفترات محددة في السنة ترتبط في غالبها بمناسبات دينية لحظية، يخصص لها الإعلام المغربي حيزا بسيطا من الوقت ومن المساحة الورقية والإلكترونية.

ويكشف الدكتور والإعلامي زهر الدين الطيبي في تصريح خاص لـ”برلمان.كوم” أنه “بالنسبة للتصوف في الإعلام المغربي، مايزال ضعيفا بالمقارنة مع مجموعة من البرامج الثقافية أو المهرجانات المتعددة المشارب والمعروفة في المغرب، فالإعلام العمومي عادة، والإعلام بشكل عام يهتم بهذه المهرجانات الموسيقية والمسرحية، ولكن الجانب الروحي الصوفي مايزال ضعيفا؛ كما أن هناك اهتماما بالجانب الصوفي في بعض المواقع فقط، وليس هناك اهتمام بذلك على طول السنة، وبالتالي هناك نوع من الطمس لهذه الحقيقة الصوفية، مما يؤكد أن هذا الجانب الروحي لا تعطى له الأهمية الكافية.

وأضاف المتخصص الإعلامي أن “هناك مشكلا حقيقيا هو مشكل غياب متخصصين على المستوى الإعلامي يهتمون بالتصوف، باستثناء بعض الإذاعات مثل إذاعة البحر المتوسط الدولية التي تقدم برنامجا يهتم بهذا الجانب طيلة العام، ولكن ما عدا ذلك على مستوى القنوات أو الإعلام الورقي والإلكتروني، فالاهتمام يبقى مرتبطا بمناسبات سنوية روحية كعيد المولد النبوي وبأحداث تبخس أكثر مما تعطي قيمة إضافية لهذا الجانب الروحي، الذي يعتبر من الموروث الثقافي للمغاربة.

ودعا المتحدث إلى “أنه حان الوقت للتفكير والتأمل؛ ولا بد من الوقوف وقفة تأمل في إطار الاهتمام بهذا الجانب الصوفي، وذلك من الجانب العلمي والأكاديمي والروحي، حتى لا يبخس ويختصر في أفكار قد تكون بعيدة من الهدف الموضوعي من التصوف”.

وأضاف المتحدث بالقول: “أعتقد أن الإعلام يجب أن يكون مواكبا لكل ما يرتبط بالمجتمع وبالثقافة كما بالتصوف والجانب الاجتماعي والسياسي، وينبغي التفكير في مدى أهمية التصوف في الحياة المغربية وعدم ربطه بالزوايا وبمناسبات معينة، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن التصوف يجب أن يكون حاضرا بجانب البحث العلمي الأكاديمي في الإعلام المغربي لإضفاء صبغة علمية وشرح هذا الجانب للمتلقي باعتبار توجهاته المختلفة، وقد حان الوقت لإعطاء الجانب الصوفي الأهمية في المساحة الإعلامية في الإعلام العمومي أو الإعلام الإلكتروني والورقي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى