الأخبارمستجداتملف الأسبوع

ملف الأسبوع: المغاربة بين تقديس الصوم وتجريم الإفطار والدفاع عن الحريات الفردية

الخط :
إستمع للمقال

يتسم شهر رمضان في المغرب بالعديد من الخصوصيات، تجتمع فيه منظومة متكاملة من العادات والتقاليد، التي تجعل من الصيام مقدسا بقوة المجتمع قبل أن يكون كذلك بقوة القانون. وتجعل منه أكثر أهمية من الصلاة التي أوصى بها حامل رسالة الإسلام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وجعلها عماد الدين، وأول أركان الإسلام الخمسة.

خلال هذا الشهر لا يصبح هناك مجال للحريات الفردية، حتى المدافعين عنها والداعين إلى الإفطار العلني تخفت شمعتهم، ولا يظهر لهم صوت إلا أحيانا. وهو ما ظهر جليا خلال شهر رمضان الحالي.

تشبث المغاربة بالصيام وعدم تسامحهم مع المفطر 

في تحليل للظاهرة الاجتماعية، أبرز مراد لمخنتر، الكاتب والباحث في علم الاجتماع، في تصريحات “لبرلمان.كوم” أن المغرب معروف عليه تشبثه بالصيام، أكثر من باقي العبادات الأخرى في الإسلام، مشيرا إلى أن هذا التشبث يفاجئ الكثير من الأجانب العرب، وتتناولها صحافتهم باستفاضة وتناقش فيه أجواء رمضان وأهمية الصيام.

قضية تشبث المغاربة بالصيام تبدو واضحة على المجتمع المغربي، ولا يتم فيها التسامح مع أي شخص يريد أن ينزاح عن هذا السلوك، خصوصا في السنوات الأخيرة، وفق تعبير المتحدث، الذي أشار إلى أن “المسألة لا تتعلق بالقانون أو بدولة أو بشيء من هذا القبيل، بل هي متعلقة بالمجتمع ككل، حتى لو أرادت الدولة إلغاء الفصل 222 الذي يجرم الإفطار العلني من القانون الجنائي، أعتقد أن المجتمع لن يتسامح في ذلكـ، وسيدافع من أجل الحفاظ على هذه المادة”.

قدسية الصيام تفسر صيام الملحدين المغاربة 

صاحب كتاب “لادينيون مغاربة: دراسة في الإلحاد من خلفية إسلامية”، أوضح خلال ذات التصريح، أن عمليات توقيف المفطرين التي تمت من قبل المواطنين وليس الشرطة، تثبت ما سلف ذكره.

وأثار المتحدث خلال ذات التصريح، مسألة صوم المغاربة الذين قرروا الخروج من الإسلام، هذا الصنف يقول الباحث في علم الاجتماع، “يحافظ على عبادة الصوم على اعتبار أن هذه العبادة تبقى آخر شيء في المعتقد  وأعلى درجة في القدسية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى