الأخبارمجتمعمستجدات

من يذكر منكم كتاب توكوا عن ملك المغرب محمد السادس: «آخر الملوك، أفول سلالة حاكمة»؟

الخط :
إستمع للمقال

ها هو «آخر الملوك»، أيها الصحافي المستبصر يقضي على العرش ربع قرن و «ما زال الخير قدام» كما يقول شعبه.

لم تكن قد مرت سوى سنتان بِالكاد، عندما أصدر الصحافي الفرنسي جان بيير توكوا، كتابه التنبؤي حول «آخر الملوك، أفول سلالة حاكمة»!
لقد وصل به جنون العظمة، والحقد المتأصِّل أن أعلن نهاية دولة تجر وراءها تاريخا فريدا لها وحدها من دون الدول.
صاحبنا المستبصر، والذي تصْدُق عليه هاته الصفة الساخرة، أعطى لنفسه الحق، وقتها، للحديث باسم المغاربة، ويعلن بأمرهم أن«الآمال التي علقت على ملك الفقراء سرعان ما تبخرت»!!
هذا الصحافي المستبصر، نظر إلى الساعة فوجد أن الوقت قد فات!!! على الإصلاحات حتى أنه كتب يقنع قراءه بأن جلالة الملك «لم يطلق أي مشاريع إصلاحية ذات قيمة أو من وزن كبير»!
الرجل ذهب بعيدا في قراءة فنجانه الفرنسي وأعلن بأن المغرب يتراوح بين خطر العسكر وخطر الإسلاميين. بدون أن يرف له جفن!
ولعله اعتقد من فرط معاشرته للنظام عند الجيران بأن المغرب مثلهم لا خيار له سوى العسكر أو الملتحين المتطرفين!

لنا أن نسأله، ومن ورائه كل الذين أذاعوا الكتاب وحولوه إلى إنجيل في تحليلاتهم السياسية وفي التعبئة والتأليب ضد المغرب الجديد على غرار أغنية الشيخ إمام الضرير: «ما رأيكم دام عزكم يا انتيكات، يا غرقانين فِ المأكولات والملبوسات يا دفيانين ومولعين الدفايات يا بتوع نضال آخر زمن» في بلاتوهات التلفزيونات الفرنسية والممولة من أعداء المغرب.

جان بيير توكوا، كان قد جعل من التلفيق ضد المغرب مهنة، بل خطا تحريريا ومسارا في الكتابة، حيث أنه وجد فيما يبدو من يمول هرطقاته حول المغرب، والتي اعتقد وقتها أنها قد تجد صداها في الداخل والخارج معا. فراح يدبج الكتب والمقالات، حيث لم يتأخر كثيرا، ورمى في السوق مؤلفا جديدا تحت عنوان طافح بالأبَويَّة والنرجسية الفرنسية التي يشعر بها كل تلميذ في “فرانس أفريكا francafrique” إزاء المغرب، وهكذا نشر في 2006 مقالا طويلا على شكل كتاب تحت عنوان «أنا مدين بالكثير لوالدكم، يا جلالة الملك..» وفيه غمز ولمز واستصغار لمملكة عمرها قرون من الزمن. وقد اختار في الكتاب الثاني أن يتحدث عن العلاقة «الفريدة» بين المغرب وفرنسا أو ما سماه التحالف المقدس، تماما كما يَرِدُ في كتابات الأقلام النظامية في الجزائر أو عند أتباعهم من طوابير الانفصاليين.

وقد اتضح ذلك بوضوح لما كتب توكوا يقول بأن جاك شيراك ـ وهو المعني هنا والشخصية المحورية في الكتاب ـ«دافع عن الملك محمد السادس في كل الظروف حتى ولو اقتضى الأمر الدخول في نزاعات مع دول صديقة»!!!
ولا يجب أن يكون الإنسان كاهنا ليخَمِّن أن الدولة الصديقة المعنية هنا هي الجزائر، فهي التي تغضب من كل بلاد تتقرب من المغرب!

ونذكر أن الرجل كان قد تنبأ في وقت من الأوقات، ولعله إبان أزمة جزيرة ليلى، بأن «صورة المغرب تضررت» وتشوهت على المستوى الدولي!
ونحن نعود بنفس السؤال لأمثاله: ما رأيكم دام عزكم؟
والمغرب دولة أكثر من محترمة يضرب لها ألف حساب وإن كانت ليست في حاجة إلى ذلك!

توكوا كان حالة مرضية وهي من أعراض الهستيريا التي أصابت جسد الإعلاميين الفرنسيين، منهم من أراد الاغتناء، فتحلل من كل الأخلاق المهنية، ووصل به الأمر إلى الابتزاز، كما حدث مع رجل خبر المغرب جيدا ومع ذلك أمرته الجهات التي تستخدم قلمه أن يهاجم المغرب بكل النعوت:إيريك لوران الذي فتحت له الأبواب في المغرب بما فيها الباب الملكي في عهد المرحوم الحسن الثاني..

بعد ست سنوات على ما اقترفه، عاد من جديد لإصدار كتاب وقعه مع علي عمار حول المغرب وفرنسا واختار له عنوانا «باريس ـ مراكش» على غرار باريز ـ داكار!

وهذا الكتاب بدوره لم يخرج عن العادة، في التنبؤ بأقبح التنبؤات عن المغرب، من قبيل هروب السائحين الفرنسيين، بسبب تفجير مقهى أركانة الشهيرة في مراكش ووصول الإسلاميين إلى السلطة وآثار 20 فبراير إلخ إلخ وهلم عناوين للوصول إلى الخلاصة السوداء بأن المغرب تنتظره سنوات عجاف، وكل ذلك من زاوية … فرنسية محضة!!!

كان الأحرى برفاق الصحافي المستبصر في الضفتين، أن يختفوا كما اختفى وأن يعيدوا النظر في سلامتهم.. المهنية، «ويحشموا شويا »، عوض العناد في الخطأ والتهجم والتلفيق ضد المغرب وملكه ومؤسساته وثوابته..
والمقالة بقية!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى