
رغم أن الاحتجاجات التي شهدتها منطقة الحسيمة منذ ما يقارب سبعة أشهر، وكانت وراءها قائمة من بعض المطالب الاجتماعية، عرفت تضامنا واسعا من طرف عدد من ساكنة المنطقة وباقي سكان ربوع المغرب، بسبب تقاطع مطالبهم مع نفس المطالب، إلا أن نهج بعض متزعمي الاحتجاجات في الحسيمة وعلى رأسهم ناصر الزفزافي ومن معه، لأسلوب التخوين لكل من عارضهم في الرأي أو في أسلوب تحقيق المطالب، جعلت من دائرة التضامن تخفت تدريجيا إلى غاية أحداث صلاة الجمعة أمس.
فمنذ أن بدأ صوت الزفزافي ودائرته المقربة يرتفع خطوة خطوة، لتبني المطالب الاجتماعية لساكنة منطقة الحسيمة، انتقد كثيرون من داخل الاحتجاجات من أبناء الحسيمة رغم تشبثهم بالمطالب، طريقة وأسلوب الزفزافي في إيصال صوت المطالبين، من خلال أسلوبه العنيف وغير المتعقل في إيصال رسائل الاحتجاجات للمسؤولين.
معارضو الزفزافي طالبوه غير ما مرة بالالتفات لملاحظاتهم وتصويباتهم والتعقل كثيرا قبل النطق بما ينطقه في فيديوهاته المباشرة وحلقياته “النضالية”، إلا أن الزفزافي ومن معه كانوا يواجهون دعوات الداخل باتهامات وأوصاف، تتراوح بين التخوين والعمالة أحيانا، وبين التطبيل للدولة وسوء النوايا أحيانا أخرى.
توصيفات الزفزافي ومن معه، لإخوانه من داخل الحراك ممن حاولوا مرارا وتكرار إيجاد خيوط رابطة أو مساحات وسطية بينه وبين مسؤولي قطاعات الدولة لتحقيق مطالب ساكنة الحسيمة في ظروف أفضل، ساهمت إلى حد كبير في كسر قوة التضامن القادم حتى من خارج محيط الحسيمة والريف عموما، عندما وجد المتضامنون ممن حاولوا تصويب الزفزافي ما استطاعوا، أنفسهم أمام مدفع اتهاماته العشواء.
تأثيرات اتهامات التخوين، لم تتوقف فقط عند هذا الحد، بل زادت اليوم من تعقيد الوضع بمدينة الحسيمة، التي عاشت أمس على وقع مهاجمة قوات الأمن من طرف أنصار الزفزافي، وسقوط مصابين من الأمن في حالات خطيرة، بعد محاولة اعتقاله بسبب اقتحام وقطع الزفزافي ومن معه، صلاة الجمعة، في انتهاك لقدسية الحدث والمكان، حيث بات عدد من أبناء الحسيمة اليوم ممن يحاولون تهدئة الأوضاع، يصدمون بألقاب التخوين والتخويف بها، والتي نشرتها مجموعة الزفزافي على طول الوقت في الوعي الجمعي للمنطقة ورهبت منها.
المرتضى إعمراشن أحد أبرز نشطاء احتجاجات الحسيمة، اشتكى من سوء هذا الوضع، بسبب التصرفات الطائشة خلال أشهر الحراك السابقة، حيث كتب يقول “تبا وألف تب لكل من سمم الأجواء ووزع صكوك الحرمان والتخوين بين المناضلين خلال هذه الأشهر..، تبا لكم إلى يوم يبعثون..”.
وأضاف مرتضى “كلما تواصلت مع أحد لأجل القيام بمبادرات لانقاذ ما يمكن انقاذه، الجميع يتوقف عن القيام بأي خطوة و مترددون خوفا من التخوين واتهامات معلبة من طرف مخزن الحراك الصغير.. التاريخ لن يرحمكم على توزيع جو عدم الثقة بين أبناء الحراك”.





