تشهد أسعار اللحوم الحمراء والدجاج في المغرب ارتفاعا غير مسبوق، مما يثير استياء واسعا بين المواطنين، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الكثيرون.
وهذا الارتفاع السريع والمستمر في الأسعار دفع المهنيين والخبراء إلى دق ناقوس الخطر، مشيرين إلى أسباب متعددة تقف وراء هذه الأزمة.
ويشير مهنيون في قطاع اللحوم إلى أن أحد أبرز أسباب ارتفاع الأسعار هو “تهميش” القطاع، إذ يعاني من قلة الدعم والتخطيط الاستراتيجي الذي يضمن استقراره وتطوره.
ويعتبر هذا القطاع حيويا، ليس فقط لتلبية احتياجات المواطنين الغذائية، ولكن أيضا لدوره الكبير في الاقتصاد الوطني، من خلال توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة.
ومن جهة أخرى، أدت موجات الجفاف التي ضربت البلاد في السنوات الأخيرة إلى تقليص المساحات المزروعة وتدهور جودة المراعي، مما زاد من اعتماد المربين على الأعلاف الصناعية.
ونتيجة لذلك، شهدت أسعار العلف ارتفاعا كبيرا، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف تربية المواشي، وبالتالي زيادة أسعار اللحوم في الأسواق.
ومن بين العوامل الأخرى التي ساهمت في تفاقم الأزمة هو الانخفاض الحاد في عدد الولادات لدى المواشي، وهذا التراجع يعزى إلى عدة أسباب، منها ضعف العناية الصحية والتغذية غير الكافية، ما يقلل من أعداد الماشية المتاحة للبيع ويزيد من ندرة اللحوم في السوق.
وأصبح ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والدجاج موضوع نقاش حاد في الشارع المغربي وعلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث يشعر المواطنون بالضغط المتزايد نتيجة هذه الأسعار المرتفعة، خاصة مع اقتراب مناسبات الصيف التي تشهد كثرة الأعراس والحفلات، مما يزيد من الإقبال على اللحوم ويعزز احتمال ارتفاع الأسعار أكثر.
وفي مدينة الرباط، على سبيل المثال، بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم 180 درهما، في حين وصل سعر لحم البقر إلى 120 درهما، وهذه الأرقام تثير القلق، إذ يتوقع أن ترتفع أكثر مع تزايد الطلب في الفترة المقبلة.
