
في عالم مثقل بالمعلومات، أصبحت حتى أبسط التفاصيل اليومية عرضة للنسيان، من مكان المفاتيح إلى اسم شخص أو كلمة مألوفة. إذ بحسب عالم الأعصاب الدكتور شارلي رانغاناث، فإن الشخص العادي يستقبل يوميا نحو 34 ميغابايت من المعلومات، أي ما يعادل أكثر من 11 ساعة من المحتوى، مما يشكل عبئا على الذاكرة ويزيد من احتمال النسيان.
وأوضح رانغاناث في حديثه لشبكة “سي إن إن” أن الدماغ البشري ليس مصمما لتذكر كل شيء، بل على العكس، هو مبرمج للنسيان. مشيرا إلى أن الإنسان لا يستطيع الاحتفاظ بأكثر من سبعة عناصر في ذهنه في الوقت ذاته، لذا فإن التحدي لا يكمن في محاولة تذكر عدد أكبر من الأشياء، بل في تحسين أسلوب التذكر.
ولهذا الغرض، يقترح خبراء الذاكرة خمس طرق بسيطة لكنها فعالة تساعد في استرجاع المعلومات بشكل أفضل، أولها ربط المعلومة بمعنى شخصي أو رمزي، فكلما كانت المعلومة مرتبطة بشيء مألوف أو عزيز على الشخص، كان تذكرها أسهل.
ثانيا، التجربة والخطأ تُعتبر وسيلة تعليمية قوية، إذ يُرسّخ الدماغ المعلومات الصحيحة بشكل أفضل بعد الوقوع في الخطأ. ثالثا، التمييز عنصر أساسي، إذ يسهل تذكر شيء مختلف عن محيطه، كأن تضع مفاتيحك على سطح لونه مميز.
رابعا، اللحظات المهمة تحفّز الدماغ على ترسيخ الذكريات بفضل مواد مثل الدوبامين التي تُفرز عند الشعور بالفضول أو الانفعال. وأخيرا، استرجاع السياق المحيط بالمعلومة المنسية – من مكان وتفاصيل حسية ومشاعر – قد يفتح باب التذكر مجددا.





