
في سياق نشره المستمر لمجموعة من الأعمال التصويرية التي دأب على إخراجها عبر قناته الخاصة في موقع يوتيوب، أطلق مؤخرا المخرج المغربي الشاب هشام العسري، سلسلة تمثيلية جديدة تجمع بين الفكاهة وانتقاد الواقع، أطلق عليها اسم “الكلام حاشاكوم” من تشخيص الفنانة فيروز عاميري، لانتقاد عقد الممارسات الجنسية والعاطية لدى فئات واسعة.
هشام العسري وفي تصريح خص به “برلمان.كوم” اعتبر أن سلسلة “الكلام حاشاكوم” التي أطلقها مؤخرا، سلسلة لا تختلف عن باقي سلسلاته السابقة التي ناقشت مواضيع الدين والسياسة وغيرها، وهي ليست سلسلة حقيقية بقدر ما هي سلسة تحمل رسائل لتغيير نظرة الناس نحو الجنس بصفة عامة، واحترام الحريات الخاصة في كل ما يعتبر طابوها مجتمعيا، وكسر العقد الجنسية التي يعيشها الكثيرون.
وأوضح العسري في حديثه أن السلسلة جاءت “لتنتقد مصطلح “حاشاكوم” الذي يرافق دائما الأحاديث المتعلقة بالجنس في حياتنا اليومية، أو الذهاب لنعته أحيانا بـ”الكلام” التي تعني الكلام البذيء، مشددا على أن “السلسلة ليست موجهة للمغاربة بالخصوص أو لانتقاد المغاربة بقدر ما هي موجهة كما باقي السلسلات لمجتمعاتنا العربية وما تتخبط فيه من عقد، خصوصا وأن مشكلتنا مع الجنس تظهر بشكل جيد من خلال إحصائيات مشاهدات المواقع الجنسية التي تنخفض قليلا خلال شهر رمضان، لتعاود الصعود بعد انقضائه وخلال باقي أيام العام، وهو ما يعني أننا نعاني من مشاكل حقيقية في علاقتنا بالجنس”.
https://www.youtube.com/watch?v=cCq9i5pvGzg
ورد العسري على من يصف أعماله بأنها تسعى لكسر حاجز الحياء لدى الأسر المغربية بالقول إن “من يقول بأن السلسلات الجريئة التي أقدمها هي من أجل إفساد أو كسر حاجز الحياء داخل الأسر المغربية، خاطئ لأن قدرة سلسلة مثل هذه لا يمكنها بأي حال من الأحوال فعل ذلك.. ما نعانيه داخل مجتمعنا يتلخص في كوننا نخاف من الحديث عن بعض لمواضيع الحساسة كالجنس، دون أن نعرف السبب الحقيقي وراء ذلك”.
ويتابع العسري “سلسلة الكلام حاشاكوم حاولت الابتعاد فيها عن الواقعية بقدر ما نهجت فيها أسلوبا تهكميا انتقاديا على كل من يقدم دروس للناس في شكل موعظة.. وهي في نفس الوقت تأكيد على أن كل ما قيل ليس بجديد على المشاهدين، وهو معروف لدى الجميع، لكنه الآن مقدم بأسلوب يبتعد عن لغة الخشب، التي تعقد الحديث حول هذه المواضيع وتحاصرها بمصطلحات من قبيل “عيب” أو “حشومة””
ويشدد العسري في ذات حديثه على أن “السلسة تتضمن مجموعة من الشيفرات التي تحيل المشاهد إلى تفكير عميق في الموضوع، بدل التركيز على المضمون المتعارف عليه لدى الجميع، من قبيل لغة الخطاب القاسية، وسبورة وبذلة الأستاذة القديمة، في إشارة غير مباشرة لأولئك المتعالمين ممن يحاولون دائما تقديم الدروس للآخرين في شتى المواضيع، وكأنهم يملكون العِلم المطلق خصوصا فيما تعلق بالمواضيع المثيرة للجدل”.
واختتم العسري حديثه لـ”برلمان.كوم” بالقول “من يحاولون تفسير هذا الانتاج الفني حسب “نظرية المؤامرة” و”الانتماء للماسونية” مخطئون لأنهم ربما لا يعرفون، بأن الفن في أساسه ليس هو الاشتغال من أجل ربح المال، بل هو قيمة فنية ومعنوية وهذا ما أسعى له دائما”
وأضاف “اختياري الظهور من خلال اليوتيوب وبوسائل بسيطة لا تكلف أية مصاريف مادية، هو اختيار لنقل تجربتي ما أمكن لأكثر فئة من الجمهور المتابع، وليس لأي غاية أخرى كما قد يعتقد البعض”.




