هشام جيراندو.. الجاسوس الذي يحكي تعويذة من هلوسات الغيب

كم أنت صنديد يا هشام جيراندو!
وكم أنت مخترِق..بكسر الراء وفتحها على مصراعيها.
فهشام جيراندو هو الوحيد الذي يزعم بأنه عَلِم بدُنو ميلاد جهاز أمني جديد بالمغرب، حتى قبل تشكيله في أرض الواقع!
بل إن هشام جيراندو، ولربما هو فنجانه الثمل، من أخطره حتى بعدد ضباط الجهاز الجديد، وبرتبهم وأسلاكهم وحتى انتماءاتهم العقدية وطريق حملهم لعلاماتهم الدينية!
فأي جن عُلوي هذا الذي يشتغل عند هذا المارد السفلي المسمى هشام جيراندو؟
وأي جن رجيم بكل هذا السخاء الوارف؟ فهو يعلم الغيب ويهمسه في أذن هشام جيراندو دون غيره من الإنس والأنام.
ولماذا يختص المارد الجاسوس هشام جيراندو في كندا بهذا السبق الغيبي؟ لماذا يتركنا جميعا في المغرب ويسافر حتى كندا، رغم قيود التأشيرة ووَعْثَاءِ السفر، ليقدم هذا السبق الخطير لشخص هارب من العدالة؟
ولماذا يغامر هذا الجن بالتخابر مع شخص مبحوث عنه، ومدان قضائياً، ويحرم باقي المغاربة، ومعهم الجزائريين المتربصين، من هذا الاختراق الأمني الخطير.
فليس من السهل ولا اليسير أن يكون هشام جيراندو أول العارفين بميلاد جهاز أمني جديد، حتى قبل صدور النصوص التنظيمية الخاصة به!
بل حتى قبل الأجهزة الأمنية نفسها، وقبل الأمانة العامة للحكومة، وحتى قبل العيون التي لا تنام.
فكم أنت صنديد يا هشام جيراندو. فقد وصلت جداويلك وتمائمك حتى فك طلاسم نفاثات العقد، بينما نحن ها هنا جاهلون بما سينطوي عليه الغد من غيبيات.
فرجاءً أنذرنا قبل غيرنا بتاريخ مباريات الجهاز الأمني الجديد، ليكون لنا السبق في الولوج والالتحاق بالطلائع الأولى للجهاز.
وكم سنكون شاكرين لو تكرمت وأسررت لنا ببعض التسريبات المحمودة، من قبيل: ما هي الشروط والمؤهلات المطلوبة لشغل وظيفة في الجهاز الجديد، أم أنهم سيكتفون فقط باشتراط “كيبا” اليهود؟
لقد رأيت، في ما يراه النائم، بأن أعضاء الجهاز الجديد سيكونون من أبناء العم! وماذا عن أبناء الخال والخالات؟ أليسوا متساوون مع أبناء العم في درجات القرابة؟
وماذا عن المسيحيين واللادينيين؟ هل سيكون لهم مكان في الجهاز الجديد أم أن شرط ” أبناء العم” هو شرط فاسخ لا معقب له؟
فلا عليك أيها الجاسوس المارد! يكفينا فخرا أنك كنت أول المطلعين والطالعين على الغيب، وكنت أول من يأتينا اليوم بأخبار الغد!
لكن السؤال الذي يؤرّقنا ويحيّر المغاربة قاطبة، ومعهم المهدي حيجاوي وعسكر الجزائر.
هو: كيف لهشام جيراندو أن يخترق الغيب، ويسبر أغوار أسرار الأجهزة السرية، بينما لا يستطيع أن يكشف حقيقة يوسف الزروالي عندما كان يعبث ب”خلفيته المرجعية”؟
فكيف لمن تلاعب به يوسف الزروالي، وسجّل له مئات الساعات من المكالمات الهاتفية، أن يدعي بأنه قادر على اختراق الغيب والنفاذ إلى مخططات الأجهزة الأمنية الأكثر سرية؟
وكيف لمن ضحك عليه يوسف الزروالي، وجعله مسخرة اليوتيوب، ونكتة الشبكات التواصلية، أن يتباهى بحصوله على سبق صحفي من المستقبل؟
ألم يكن حريا بشيطان هشام جيراندو أن يخبره بما يجري بين أردافه، وأسفل ظهره، بدلا من أن يطلعه على طلاسم الغيب.
ألم نقل أن هشام جيراندو كان مخترَقا بفتح الراء على مصراعيها؟
والحقيقة أن يوسف الزروالي لم يكن وحده من اخترق مضجع الجاسوس الصنديد هشام جيراندو. فقد سبقه الكثير من المخترقين والهاتكين لسذاجته ولشعبويته.
ففي سوق الأربعاء الغرب وحدها، استطاع “شمكار” أن يطوع هشام جيراندو ويُحوله إلى “قواد” ووسيط بغاء، بعدما أوهمه بأنه يتوفر على تسريبات مثل تسريبات الجهاز الأمني الجديد.
إنها حقيقة هشام جيراندو التي يرفض مشاهدتها في مرآة الحقيقة. فالرجل مهووس بنظرية المؤامرة، لذلك تجده يشتغل صباحا كنادل في مطعم، بينما يترك العنان لهلوساته في المساء على مواقع التواصل الاجتماعي، ليتحول إلى قارئة فنجان.





