الأخبارسياسةمستجدات

هل سيستعين رئيس الحكومة.. بأعمال الفائزين بجائزة نوبل للاقتصاد؟

الخط :
إستمع للمقال

يحسن برئيس حكومتنا، وهو يضع التطبيقات الميزانياتية لتصريحه الحكومي المقدم حديثا أمام البرلمان، أن يلقي نظرة على الفائزين بجوائز “نوبل” الشهيرة، ولا سيما منها تلك المتعلقة بالاقتصاد.

فقد كشفت الجهة المانحة للجائزة انها سلمتها هذه السنة إلى ثلاثة اختصاصيين في الاقتصاد الاختباري والمبني على التجربة، هم الكندي ديفيد كارد والأميركي جوشوا أنغريست والأميركي الهولندي غيدو إمبنس، لإسهاماتهم في العديد من المجالات مثل سوق العمل والهجرة والتربية.

والمواضيع بحد ذاتها من التحديات الكبرى التي يواجهها السيد عزيز اخنوشوأفرد لها حيزا مهما في التصريح.
علماء الاقتصاد الثلاثة “قدموا لنا أفكارا مبتكرة حول سوق العمل و أحدثت ثورة في البحث المبني على التجربة .
أحدهم وهو ، الأستاذ في جامعة بيركلي المرموقة في كاليفورنيا، الكندي ديفيد كارد استعان بتجارب طبيعية لتحليل تأثير الحد الأدنى للأجور والهجرة والتعليم على سوق العمل،
وهي ثلاثية تواجه المغرب، وقدم فيها السيد رئيس الحكومة وعودا مرقمة، وطموحة.

ولا شك أن التجارب التي أجراها الأستاذ المرموق ، وطبقها ونال بسببها «نوبل» للاقتصاد ستكون نتائج جديدة تساعد على إعادة النظر في المسلمات، بتحليلات جديدة تفتح آفاقا جديدة، كما ذكرت اللجنة.
فقد وعد السيد الرئيس بـ«إحداث مليون منصب شغل صاف على الأقل خلال الخمس سنوات المقبلة، ورفع نسبة نشاط النساء إلى أكثر من 30% عوض 20% حاليا، وتفعيل الحماية الاجتماعية الشاملة».
وفي المحور الأول علىالأقل يجدر به الالتفات الى إحدى الخلاصات التي تستحق انتباه رجل القرار الحكومي وفريقه في ميدان التشغيل والسوق ، « أن زيادة الحد الأدنى للأجور لا تقود حكما إلى الغاء وظائف».
وهي مسلمة جديدة لا شك أنها ستقوي الموقع التفاوضي للنقابات والقوى العاملة، كما أنها ستُطَمئن رئيس الحكومة حين اتخاذ القرار المتعلق بالرفع من الحد الادنى للأجور الوارد في التزاماته !
وبالنسبة لتفعيل الحماية الاجتماعية فإن افضل طريقةهي تقوية الحظوظ في الشغل والرفع من الأجور..
بخصوص علاقة الشغل والتعليم والاجور ، فقد جعل السيد أخنوش على رأس وزارة التربية والرياضة مثقفا وسياسيا له تكوين فرانكفوني، ولكنه اليجانب ذلك، متأثر بالمدرسة الأنكلوساكنية ، ولاشك في ذلك بالنظر الى مساره التعليمي..
فهو حاصل على شهادة الماستر في العلوم من “ماساتشوسيت إنستتيوت أوف تكنولوجي” بجامعة كامبريدج الأمريكية وشغل بها من سنة 1981 إلى سنة 1983 مهمة باحث مساعد بمختبر المياه …
وقد وعد عزيز اخنوش بتعبئة المنظومة التربوية بكل مكوناتها بهدف تصنيف المغرب ضمن أحسن 60 دولة عالميا، عوض التصنيف الحالي المتأخر في مجموعة من المؤشرات الدولية.
وذلك كله من أجل الرفع من مستوى التكوين وحل معضلة البطالة والزيادة في الإشعاع التربوي للمغرب
السيد بنموسي إذن يملك كل القدرات الفكرية والفرص للإطلاع على أعمال هؤلاء العلماء.
فبفضل أعمال الفائزين بنوبل للاقتصاد ، صار العالم يدرك أن موارد المدارس أهم بكثير مما كنا نظن سابقا من أجل نجاح التلاميذ لاحقا في سوق العمل !
إلى ذلك، العلماء استخلصوا«أن عاما دراسيا إضافيا يزيد متوسط الأجور بنسبة 9%،» وأن «المولودين في القسم الأخير من السنة يكون لهم تحصيل دراسي أفضل«!.

والواقع أن الاقتصاديين المتوَّجين،لم ينفعوه في ما يتعلق بآليات تمويل ا البرنامج الحكومي ككل!
ربما سيشعر بغير قليل من خيبة الأمل، لكن لقد فعل اأهل «نوبل» ما باستطاعتهم لتقديم العون له ، في نفس اليوم الذي قدم فيه برنامجه، وهذا بحد ذاته شيء كبير!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى