غريب جدا كل ما صرح به وأفصح عنه رئيس الحكومة الجارية سعد الدين العثماني بخصوص قضية الاحتجاجات التي تشهدها مدينة جرادة، ونشر أمس بإحدى الصحف العربية، عندما اعترف وبدم بارد بأنه غير مطلع على تفاصيل ملف جرادة وما شابهه من ملفات.
العثماني الذي يبدو بأنه ألف وضعه السياسي الحالي أجاب خلال استضافته لصحفيين بالصالون الكبير لمنزل رئاسة الحكومة بحي الأميرات بالعاصمة الرباط، وبكل برودة حول سؤال الوضع الحالي لجرادة، بأنه غير مطلع على تفاصيل الأحداث الدقيقة، وهو ما كان صادما للجميع في ملف يشغل بال الصغير والكبير خارج وداخل المغرب، فما بالك برئيس حكومة المفترض فيه الإلمام بكل تفاصيل مطالب ومشاكل شعب بوأه مكانته الاعتبارية الراقية.
وحتى إذا كان رئيس الحكومة قد أخطأ موقفه وهو يحاول الخروج في جوابه بشكل دبلوماسي بقليل أضرار، أو حتى إذا كان رئيس الحكومة أدلى بتصريحه بشكل طائش وخارج قواعد اللباقة والمسؤولية السياسية فعلى الأقل كان على ديوان العثماني مراجعة تصريحاته قبل نشرها، لكي لا تفجر أزمة ثقة في حكومة دولة من حجم المغرب، أما إذا كان العثماني فعلا قد تعمد التفوه بذلك الكلام اللامسؤول الذي يصور المغرب كدولة بدون مؤسسات، فإن الواجب اليوم يقتضي تقديم رجل فضل مصالح منصبه السامي ومصالح حزبه عن وطنه، لاستقالته السريعة حتى لا ينعت المغرب بدولة رئيس حكومتها جاهل بمعاناة شعبها.
