
في ظل التخوف الكبير من انتشار واسع النطاق لجدري القردة، تعود للواجهة على المستوى العالمي مسألة التلقيح كخطوة حاسمة لتفادي تكرار سيناريو “كوفيد-19”.
على الرغم من أن السلطات الصحية المغربية لم تطرح بعد حملة تلقيح ضد جدري القردة، فإن التجربة السابقة مع كورونا تشير إلى أهمية الاستعداد المبكر لتوعية المواطنين بأهمية اللقاح، إذا اقتضى الأمر ذلك، خاصة إذا تطور الوضع الوبائي.
وفي تصريح خاص لموقع “برلمان.كوم”، أكد الدكتور الطيب حمضي، الخبير والباحث في السياسات الصحية، أن المغرب لا يزال بعيدا عن الحديث عن حملة تلقيح ضد جدري القردة، مشيرا إلى أن هذا الأمر غير مطروح بتاتا في الوقت الحالي.
وأوضح الدكتور حمضي أن الوباء لا يزال محصورا في عدد من الدول الإفريقية التي يتوطن فيها هذا المرض، مؤكدا أنه من الممكن خفض انتشاره في تلك المناطق.
وأشار الدكتور حمضي إلى أن المغرب، مثل العديد من الدول الأخرى، يمكنه محاصرة المرض ومنعه من الانتشار الواسع، مؤكدا أن هناك أوبئة أخرى تنتشر في مناطق مختلفة من العالم، ويجب التعامل معها بحذر.
وفيما يتعلق بإعلان منظمة الصحة العالمية عن حالة الطوارئ، أوضح الدكتور أن بعض الدول الإفريقية تواجه تحديات كبيرة بسبب نقص الموارد المالية وعدم القدرة على إجراء الفحوصات والتحاليل بشكل مستمر لجميع المواطنين، بالإضافة إلى نقص الأدوية واللقاحات.
وشدد الدكتور حمضي على ضرورة تقديم الدعم للدول الإفريقية التي تعاني من الوباء، مشيرا إلى أن مساعدة هذه الدول هو السبيل الأمثل لمنع انتشار المرض على نطاق أوسع، وأعرب عن أسفه لعدم تحرك الدول الغنية بشكل كافٍ لدعم إفريقيا في مواجهة هذه الجائحة.
وأكد الدكتور حمضي أن وصول بعض حالات جدري القردة إلى المغرب قد يكون أمرا محتملا، ولكنه أوضح أن هذه الحالات ستكون غالبا وافدة من الخارج وليست نتيجة لانتشار محلي، وفي مثل هذه الحالات، دعا الدكتور إلى تفعيل إجراءات الصحة العامة المتعلقة بالنظافة والوقاية، والتوعية بأعراض المرض لضمان حماية المواطنين.
وخلص حمضي في تصريحه بالتأكيد على أن إفريقيا، التي تعاني الآن من الوباء، ليست بحاجة إلى تلقيح جميع سكانها، بالأحرى يمكنها أن تلقح الأطباء والعاملين في الصفوف الأمامية والمواطنين المهددين بالإصابة، مشيرا إلى أن اللقاحات ضد هذا المرض غير متوفرة بكميات كافية وأن هناك فقط لقاحين معتمدين حاليا.