الأخبارخارج الحدودمستجدات

هوغو يشكر المتبرعين بمليار أورو لترميم “نوتر دام” ويدعو إلى الالتفاتة لـ”البؤساء”

الخط :
إستمع للمقال

أثارت الاستجابة السريعة لأثرياء فرنسا الذين أعلنوا عن تبرعهم بما ناهز مليار أورو لترميم كاتدرائية “نوتر دام”، سخط فئات كثيرة في فرنسا، وفي مقدمتها “السترات الصفر” التي عبرت عن عميق حزنها لما وقع للكاتدرائية، لكنها في الوقت نفسه استغربت للتعبئة والتضامن الذي شهدته الكنيسة، في وقت لم يكد أحد من كبار الأثرياء يهتم لمشاكلهم.

ونشر أعضاء السترات الصفر، وفق ما نشرته وكالات الأنباء، ما قاله الكاتب الفرنسي بوغيول، في تغريدة له على تويتر”فيكتور هوغو يشكر المتبرعين الكرام المستعدين لإنقاذ كاتدرائية نوتر دام، ويقترح عليهم أن يفعلوا الشيء نفسه مع البؤساء”، ونشروا معها صورة فيكتور هوغو وهو يرتدي سترة صفر.

وحظيت التغريدة بانتشار كبير وسط حركة “السترات الصفراء” والغاضبين من حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، حيث استغربوا لسرعة الاستجابة لإعادة بناء الكنيسة، في حين “صمّت” الحكومة وأثرياء البلد آذانهم عن مطالب الفقراء الغاضبين الذين يقاسون مع مصاعب العيش.

وأدانت إنغريد لوفافاسور التي كانت من أعضاء “السترات الصفر” ما وصفتها بـ “لا مبالاة” المجموعات الكبرى بـ “البؤس الاجتماعي”، بينما دعت مانون أوبري -التي تترأس لائحة اليسار الراديكالي للانتخابات الأوروبية- الشركات إلى “دفع ضرائبها بدلا من تقديم تبرعات معفاة من الضرائب بنسبة 60% وسط ضجة إعلامية”.

وقد حرص ماكسيم نيكول، أحد أبرز وجوه السترات الصفر على القول في حسابه بتويتر “إن (هناك) رمزا يحترق ويموت، في حين هناك شعب يطلب أن يعيش، كلاهما يحتاج لإعادة البناء”. ووجه أحد أعضاء صفحة “فرنسا غاضبة” انتقادا لاذعا لأصحاب المليارات الذين تبرعوا للكاتدرائية قائلا “إن المستشفيات في حالة إضراب بسبب نقص تجهيزات العمل، أخبركم بذلك إن كان باستطاعتكم تقديم المساعدة”.

وتأسف آخرون لكون العائلات الثرية قادرة على الاستماع لصوت الحجر، لكنها تصم آذانها أمام صوت البشر. ولم يقتصر الاحتجاج على الناشطين، بل تعداهم إلى مسؤولين سياسيين، كان من بينهم أوليفيي فور زعيم المعارضة الاشتراكية الذي غرد قائلا “تعبئة رائعة من أجل “نوتر دام”، لكن نحن في حاجة أيضا إلى تعبئة مضاعفة من أجل العائلات التي تجد صعوبة في إتمام الشهر، والتي تكون في حد ذاتها كاتدرائية بشرية”

أناند غيريدهاراداس، الكاتب الأمريكي ومحرر عمود سابق في نيويورك تايمز، عبر من جهته عن استغرابه للتبرعات السخية التي بادر إليها أثرياء فرنسا، مؤكدا أن هذه العادة متجذرة في الولايات المتحدة حيث يسارع كثير من الأغنياء لتقديم مساعدات خلال الكوارث الكبرى، لتحسين صورتهم، بينما كثير منهم معروفون بالتورط في مخالفات مالية وضريبية كبرى.

وأوضح أناند في حوار مع ميديابارت الفرنسي بأن كبار المليارديرات يسعون في العادة إلى التخفيف من الثقل الضريبي على كواهلهم بأي طريقة ممكنة، في إشارة إلى مبادرة كبار الأثرياء لتقديم مساعدات خيرية مقابل الاستفادة من إعفاءات ضريبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى