عادت وثائق بنما لتطفو إلى السطح من جديد، وهذه المرة بسبب تحقيق دقيق حول “الثروات المهدورة في افريقيا”، كشف النقاب عن فضيحة فساد مالي عميق بالجزائر، بطله ابن أخ وزير الخارجية الأسبق والذراع الأيمن لوزير الطاقة والمناجم السابق.
شبهات فساد متعلقة بتلقي رشاوى وعمولات تلاحق وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل، حيث كشفت تسريبات جديدة لـ”بنما بيبرز”، عن تحويل المتهم الرئيسي في قضية “سوناطراك” فريد بجاوي (ذراعه الأيمن)، 15 مليون دولار لحسابات بنكية تخص مقربيه وعائلة خليل عبر شركات وهمية أسسها لإخفاء الأرباح التي جناها من بيع الموارد الطبيعية والرشاوى والموطنة ببنما والجزر العذراء البريطانية والإمارات العربية المتحدة والتي يحقق فيها الادعاء الإيطالي.
وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” في عددها الصادر أمس الاثنين، عن تورط فريد بجاوي في قلب فضيحة “بنما”، والذي سبق للقضاء الإيطالي اتهامه بتلقي 275 مليون دولار كرشاوى وعمولات تلقاها من الشركة الإيطالية “سايبام” للحصول على عقود خط أنابيب بالجزائر وصلت قيمتها إلى 10 ملايير دولار، وأضافت الصحيفة أن بجاوي المسمى “السيد 3 بالمئة” في لائحة الاتهام نفى الحصول على حصته من الرشاوى.
وتحدثت الصحيفة في مقالها عن تأسيس بجاوي لـ 17 شركة وهمية أو ما يعرف بـ”الأوف شور” أبرزها شركة “كولينقدال” أو شركة الاستشاريون، التي استخدمت لتحويل 15 مليون دولار لمقربين وعائلة وزير الطاقة السابق شكيب خليل خلال الفترة الممتدة ما بين 2007 و2010 حسب الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، الذي كشف أن مكتب المحاماة البنمي “فونيسكا موساك” أنشأ 12 من أصل 17 شركة وهمية مرتبطة بفريد بجاوي، التي يحقق فيها الادعاء الإيطالي كقنوات ممكنة لتلقي رشاوى.
وأضاف المصدر أن بجاوي الذي يملك الجنسيتين الفرنسية والكندية، استعمل شبكة معقدة لإخفاء أمواله عبر 16 حسابا مصرفيا في كل من الجزائر، دبي، هونغ كونغ، لبنان، لندن وسنغافورة وسويسرا، قبل أن يتم حجز هذه الأموال في كل من كندا وفرنسا حيث قامت الشرطة بحجز يخت بطول 42 مترا ولوحات فنية، فيما تحقق السلطات الأمريكية في ثلاثة عقارات اشتراها عليها بجاوي منها شقة بمدينة مانهاتن بنيويورك قدرت بـ 28.5 مليون دولار.
