انتصرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مرشح الكابرانات الأبرز للظفر بولاية رئاسية ثانية، خلال الانتخابات المزمع تنظيمها يوم 7 شتنبر 2024، بمباركة من العسكر الحاكم، وذلك بعد انتقادات لاذعة وغير مسبوقة طالته من سيدة أعمال أعلنت ترشحها لهذه الانتخابات.
وبعد فضحها لفساد النظام القائم، سيما في مجال الاقتصاد والاستثمار، أعلنت سيدة الأعمال الجزائرية، سعيدة نغزة، رئيسة الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية، التي تمثل الهيئات الاستثمارية في البلاد، ترشحها لخوض الانتخابات الرئاسية الجزائرية المقررة يوم 7 شتنبر 2024.
ويأتي ترشح سيدة الأعمال، سعيدة نغزة، وفق ما أكدته في تصريحات صحفية، إدراكا منها لحجم الآمال التي يتطلع إليها الشعب الجزائري”، ومن منطلق ما اعتبرته واجب تغيير الذهنيات، مضيفة في تصريح سابق لها “يجب أن نشمر عن سواعدنا ونواجه بكل شجاعة وإصرار جميع هذه المعارك المتعلقة بمستقبلنا”.
وسبق لسعيدة نغزة، أن وجهت رسالة لرئيس الجمهورية، تضمنت انتقادات لاذعة وغير مسبوقة، في ظل حرب إخراس الأصوات المعارضة التي يتبناها نظام العسكر، أعلنت فيها تسمم الحالة الاجتماعية والاقتصادية للبلد، مضيفة أن “مناخ الأعمال يعاني من انعدام الثقة والارتفاع العام لمختلف الأسعار”، معززة في نفس السياق رسالتها بمجموعة من الملتمسات لرجال أعمال، يشكون فيها الاضطهاد والضغوطات المختلفة التي يتعرضون لها من مختلف ممثلي الدولة، فضلا عن تعرض بعضهم الآخر لغرامات تفرضها لجنة من خمسة وزراء.
هذا وانتقدت نفس الفاعلة الاقتصادية، ارتفاع الأسعار وندرة المنتجات بسبب ما اعتبرته قيود “ألجيكس” وغيرها من التراخيص المطلوبة مثل التراخيص التقنية الصادرة عن وزارة الزراعة والشهادات التنظيمية الصادرة عن وزارة الصناعة”، منبهة كذلك لأزمة الجفاف والمجاعة، وما يقابلها من جفاء وغياب تام لأي تدابير حازمة لتدارك الوضع.
انتقادات سعيدة نغزة، لم يتقبلها النظام الحاكم، ليدفع بآلته الإعلامية، ممثلة في وكالة الأنباء الرسمية، لاستهداف مرشحة الرئاسة بسلسلة مقالات، تتهمها بابتزاز الدولة، فضلا عن وصفها مضمون الرسالة بالفارغ و”البعيد كل البعد عن التطورات الحاصلة في العالم يُظهر أن هذه السيدة تقصي نفسها بنفسها من النقاش الاقتصادي الهادف والمتجانس” … وغيرها من العبارات والاتهامات المستفزة التي عجلت بمغادرتها البلاد نحو فرنسا.
يذكر أن سيدة الأعمال، سعيدة نغزة تعتبر ثالث سيدة تعلن ترشحها للانتخابات الرئاسية الجزائرية، بعد كل من زعيمة حزب العمال لويزة حنون، والمحامية زبيدة عسول، وذلك من أصل خمسة مترشحين، يوجد من بينهم كذلك رئيس حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني، والكاتب الأول لجبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، في انتظار إعلان عبد المجيد تبون، ترشحه هو الآخر، مباشرة بعد نهاية ولايته، بمباركة من العسكر الجزائري.
