الأخبارسياسةمستجدات

وليد كبير يبرز لـ”برلمان.كوم” رسائل ميلوني للنظام الجزائري بعد عدم دعوة بن بطوش للقمة الإيطالية- الإفريقية

الخط :
إستمع للمقال

سجلت القمة الإيطالية- الإفريقية، التي أعطيت انطلاقة أشغالها أمس الإثنين بروما، تغييبا لعصابة “البوليساريو” بعدما لم تتلق دعوة الحضور من رئيسة الحكومة الإيطالية، جيورجيفا ميلوني، لهذه القمة، وهو ما اعتبره العديد من المهتمين بالشأن الإفريقي، ضربة جديدة للنظام الحاكم في الجزائر والراعي لهذه العصابة المسلحة.

هذا التغييب كان بمثابة لكمة جديدة للنظام الجزائري الذي ظل طيلة السنوات الماضية، يروج لعلاقات متينة وقوية باتت تجمعه بإيطاليا.

وفي هذا السياق؛ يقدم وليد كبير، محلل سياسي وناشط إعلامي جزائري في حوار مع “برلمان.كوم”، قراءة مفصلة لمجريات قرار جورجيا ميلوني عدم دعوة بن بطوش زعيم عصابة البوليساريو، والرسائل التي يتضمنها هذا القرار.

أعتقد أن غياب عصابة “البوليساريو” عن القمة الإيطالية- الإفريقية، مثل ما وقع بالنسبة لغيابها عن القمة الروسية- الإفريقية، يؤكد على أن الجانب الإيطالي يقدر علاقاته أولا مع المغرب لأنه شريك هام لإيطاليا وأن محاولات النظام في الجزائر، خصوصا من جانب عبد المجيد تبون، لإقناع جيورجيا ميلوني بتوجيه دعوة لإبراهيم غالي لحضور هذه القمة باءت بالفشل.

والخطوة الإيطالية أو استضافة إيطاليا لهذه القمة دون حضور زعيم البوليساريو هي إشارة يعتبرها النظام سلبية للغاية وسيرد بشكل سيجعل الجزائر تخسر مرة أخرى بعض النقاط في دبلوماسيتها التي تمر بمرحلة صعبة للغاية.

المغرب جعل علاقات الجزائر مع عدد من الدول تضطرب ولا تعيش الاستقرار نظرا لأن نظام العسكر يوظف ملف الصحراء المغربية في جميع علاقاته مع الدول، وطبعا المغرب وإيطاليا تجمعهما علاقات قوية وتاريخية ولا يمكن للإيطاليين أن يفكروا بنفس تفكير المنظومة الحاكمة في الجزائر ويخسروا المغرب من أجل صفقات أنبوب أو صفقات لتصدير الغاز بأثمان تفضيلية.

قادة الدول التي على رأسها إيطاليا لا تفكر بنفس المنطق الذي يفكر به عبد المجيد تبون أو شنقريحة، لأن مصلحة إيطاليا تقتضي عدم دعوة هذا الكيان الوهمي الذي دخل إلى الاتحاد الإفريقي عن طريق الخطأ، ويجب طبعا تصحيح هذا الخطأ.

وإيطاليا- على عكس تونس التي كانت تحت ضغوطات النظام الحاكم بالجزائر- لم تتجاوب مع رغبتهم وطبعا هذا سيسبب أو قد يدفع النظام الجزائري الحاكم لاتخاذ خطوات تجاه إيطاليا- كما فعل مع إسبانيا، ولو أن الأخيرة صححت خطأها وموقفها التاريخي- وسيحاول النظام العسكري بالجزائر الرجوع إلى إسبانيا من أجل منحها الامتيازات التي أعطاها لإيطاليا، وهي سياسة ردة الفعل التي يتبانها هذا النظام..

ردة الفعل من قبل النظام الجزائري هي تخفيض التمثيل إلى وزير الخارجية أحمد عطاف. النظام الجزائري الحاكم، الذي كان دائما يمارس الدبلوماسية بأدوات قديمة، ظن أن إعطاء امتيازات لإيطاليا فيما يخص عقود الغاز وتطوير الشراكة بشكل كبير سيؤدي في آخر المطاف إلى تلبية رغبات هذا النظام، الذي همه الأول والأخير هو توظيف “البوليساريو” وإبقاء هذا الملف مفتوح وإبقاء الصراع مع المغرب.

مشاركة الجزائر بوزير خارجيتها هو تعبير نوعا ما عن غضبها جراء رفض الجانب الإيطالي تلبية رغبتها في دعوة “البوليساريو”، لأنهم بعدما فشلوا في تحقيق أي شيء على البيداء؛ لم يبق لهم إلا مثل هذه القمم من أجل تسجيل حضور بن بطوش وأخذ صور مع قادة دول العالم وتسويقها على أنها انتصار دبلوماسي، والحقيقة أن هذا النظام مرّغ صورة الجزائر في الوحل بسبب تبنيه لسياسة عدائية تجاه جاره المغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى