اخبار المغربمجتمعمستجدات

3 أسئلة للباحث والسوسيولوجي عبدربه بخصوص أزمة الجفاف في المغرب..

الخط :
إستمع للمقال

في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن التغيرات المناخية وتأثيراتها على المغرب، يظهر الجفاف كأحد أكبر التحديات التي تواجه البلاد. فبحسب استطلاع حديث أجرته “أفروباروميتر”، أقر العديد من المغاربة بأن الجفاف وتراجع المحاصيل الزراعية قد أصبحا أكثر حدة خلال العقد الماضي.

فيما تتباين الآراء حول الحلول المقترحة لمعالجة هذه الأزمة، إذ يدعو البعض إلى فرض قيود على زراعة المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، بينما يعتقد آخرون أن الحكومة يجب أن تتخذ إجراءات أكثر صرامة في ترشيد استهلاك المياه. إلا أنه رغم ذلك، يتفق الجميع على أن التغيرات المناخية باتت تؤثر بشكل واضح على الحياة اليومية، حيث يرى ثلاثة أرباع المواطنين أن هذه التغيرات قد جعلت الحياة أسوأ في البلاد.

وردّا على سؤال موقع “برلمان.كوم”، هل أصبح المغرب مهددا بالجفاف الذي أصبح هيكليا؟، قال الباحث السوسيولوجي محمد عبدربه إنه يمكن القول بالفعل أن الجفاف بالنسبة للمغرب هو ظاهرة هيكلية لأنه منذ أن وجد المغرب وهو يشهد كل خمس سنوات ممطرة تتبعها من أربعة إلى حتى ممكن أن تصل إلى عشر سنوات عجاف، وأن الجفاف هو ظاهرة هيكلية مستمرة بعد كل سنوات محددة، مضيفا أن المغاربة دأبوا على التكيف مع الجفاف وأصبح يبدو كظاهرة عادية ولا يشكل استثناء، ولكن هو في الطبيعة العادية للمجتمع المغربي.


وأوضح عبدربه أن هذا راجع للموقع الجغرافي للمغرب خاصة للمرتفعات الضغطية الجوية كالمرتفع الأسوري والبعد من التأثيرات الهوائية سواء القطبية أو المدارية، مبرزا أن هناك ارتباطا وثيقا بالموقع من خطوط الطول وخطوط العرض وموقعه حسب التأثيرات الجوية والبحرية كالضغط الأسوري وغيره، مما يجعل المغرب بالنسبة للسنوات أو الشهور الممطرة تكون قليلة وأحيانا سنوات جافة.


وأوضح ذات المتحدث أنه عندما نقول ظاهرة هيكلية، فهذا يعني أن السياسات العمومية والنمط الإقتصادي الإجتماعي ونمط الاستهلاك اليومي يجب أن يتكيف حسب هذه الهيكلية للجفاف أو هذه الظاهرة الطبيعية المتسمة بالجفاف.

أما بخصوص سؤال كيفية مواجهة أزمة الجفاف في ظل قلة التساقطات المطرية؟ قال عبدربه إنه لا بد من العمل باستدامة وليس مؤقتا أو مرحليا، وأول عملية تتجلى في ترشيد استعمال المياه على جميع المستويات والمجالات والقطاعات والمؤسسات، ولا بد من استعمال وترشيد معقلن للمياه سواء لمياه الاستهلاك المنزلي أو الاستهلاك الخاص أو غير ذلك.

وتابع ذات المتحدث أنه مثلا على مستوى الإستثمار الفلاحي أو الزراعي، وجب استعمال طرق جديدة في السقي كالسقي بالتنقيط وهذا هو توجه الحكومة في المغرب، معتبرا أن هذه طريقة جيدة تمكن من تدبير جيد لترشيد المياه في مجال الزراعة، مضيفا أنه لا بد من الاستمرار في سياسة بناء السدود التي دأب المغرب عليها في كل سنة، وهذا من شأنها أن يقي المغرب من الآثار السلبية للجفاف ومن قلة تساقطات الأمطار.

وأردف كذلك، أنه لابد من التوجه لتحلية مياه البحر والمغرب يسير في هذا التوجه وتمكين الساكنة والزراعة والصناعة من استعمال واستغلال مياه البحر، باعتبارها طريقة جيدة، وكذا الاستثمار في البنيات التحتية التي من شأنها أن تضمن تدبيرا جيدا لاستعمال المياه، وهي مسألة مهمة لا بد من السير فيها.

وجوابا عن سؤال يهم كيفية مواجهة التغيرات المناخية التي يشهدها العالم والمغرب؟ أفاد الباحث السوسيولوجي أنه من الضروري السير في ترشيد استعمال المياه وكذا تدبير جيد لجميع الموارد الطبيعية كالغابات وكالمياه والهواء، إضافة إلى نهج مقاربة التنمية المستدامة التي تقول لا بد من أن نستعمل ما هو موجود، ولكن يجب أن نضمن حق الأجيال اللاحقة في الاستفادة مما هو موجود، ويجب أن يكون هذا المبدأ حاضرا وأن نعطي للأجيال القادمة حقها من كل الثروات ولا نكتفي بأن نستفيد وحدنا.

وفي نفس الصدد، دعا عبدربه إلى استعمال الطاقات المتجددة سواء الشمسية أو الهوائية أو الريحية في مجال الصناعة والفلاحة حتى يكون هناك عدم تلويث الهواء وعدم الإضرار بالموارد الطبيعية أو البيئة، مشددا أنه لا بد للمؤسسات العمومية والخاصة أن تعمل على تقنين استعمال المياه، علاوة على تحسيس المواطن. موضحا في هذا الإطار بأن ارتفاع الوعي لا يكفي، ولابد أن يواكبه تطور على مستوى السلوك، حيث أبرز أن البيئة والاستعداد لمواجهة التغيرات المناخية وجب أن يكون كذلك في البرامج الدراسية في الجامعات، وفي وسائل الإعلام أيضا من أجل تكثيف الوعي بهذه المسألة وكذا تغيير السلوك من خلال برامج تهدف إلى تغيير العقليات وتغيير السلوكيات.


وفي ختام تصريحه، دعا عبدربه إلى استمرار سن قوانين زجرية لضمان الاستعمال الجيد للموارد الطبيعية، وكذلك وجب أن يكون الحفاظ على البيئة حاضرا في السياسات العمومية وحاضرا في البرامج الدراسية وحاضرا في وسائل الإعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى