48 ساعة تفصلنا عن نتيجة التحقيق في فضيحة تذاكر المونديال.. في انتظار نهاية رواية “البؤساء” – برلمان.كوم

استمعوا لبرلمان راديو

11:49 - 8 يناير 2023

48 ساعة تفصلنا عن نتيجة التحقيق في فضيحة تذاكر المونديال.. في انتظار نهاية رواية “البؤساء”

برلمان.كوم - بقلم: محمد العربي الشلح

تفصلنا حوالي 48 ساعة فقط عن الأجل الذي حدده السيد فوزي لقجع لانتهاء التحقيق في ما بات يعرف بفضيحة «تذاكر المونديال» وآجاله المحددة في 10 يناير الجاري!

وقد أفلح فوزي لقجع حقا في تدقيق صفة الذين تورطوا في هذا التشويش الأخلاقي على منجزات أسود الأطلس عندما أطلق عليهم “البؤساء”، وهي إحالة ذكية على رواية الفرنسي الشهير فيكتور هوجو.. عن نوع من المستضعفين الاجتماعيين الذين يعانون من جشع البؤساء الأخلاقيين وأنانيتهم.. أولائك الذين قصدهم رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم..

ويتزامن البحث الذي دعا إليه “هوجو” الكرة الوطنية، مع بداية التحقيق، الذي أمرت به النيابة العامة وتولته الفرقة الوطنية للشرطة القضائية.

ومعروف أن جماهير الشعب المغربي كانت قد رفعت صوتها بعد ما تبين بأن شبهات تحوم حول البيع والشراء في التذاكر بشكل أناني فج، وبطريقة احتيالية رفعت من ثمن التذاكر وخلقت تشويشا غير مسبوق على الفرحة التي عمت الشعب المغربي قيادةً وقاعدةً.

وانفجرت القضية توازيا مع المباراة التي جمعت الفريق الوطني مع نظيره الفرنسي، في نصف النهائي، الأول من نوعه الذي يصله فريق عربي وإفريقي في تاريخ كرة العالم الدولية. وإذا كان الإعلام الوطني قد تابع تطورات القضية في شقها القضائي، وما رافقه من مجريات، بفضل النيابة العامة والفرقة الوطنية للشرطة القضائية، فإن الجانب المتعلق بعمل اللجنة التي شكلتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وأعلن عنها رئيسها فوزي لقجع في اجتماع 3 يناير 2023… لم يتسرَّب عنه أدنى خبر.

فالمعروف أن تسجيلا لأحد البرلمانيين التجمعيين ورئيس نادي أولمبك آسفي محمد الحيداوي قد مثل أمام الشرطة القضائية بالبيضاء للاستماع إليه بخصوص تسجيل صوتي منسوب إليه، وتحدث فيه عن أثمنة التذاكر، مع شخص آخر لجأ إليه بهذا الخصوص..

وأكدت مصادر إعلامية وقضائية متطابقة أن “الشرطة القضائية واجهت الحيداوي بالتسجيلات الصوتية المنسوبة إليه، والتي تحدث فيها عن ثمن بيع تذكرتين لأحد المشجعين الراغبين في الحصول على تذكرة الدخول إلى الملعب قصد تشجيع المنتخب المغربي بكأس العالم في قطر”.

وفي السياق ذاته، تعمق البحث للوصول إلى أسماء وشخصيات متعددة، منها الإعلاميين والمسيرين الرياضيين وبعض الأسماء المعروفة بتأثيرها في المشهد الرياضي. وهو ما قد يوسع من دائرة المستمع إليهم والمتابعين في هذه الواقعة.

وإذا كان البحث القضائي يتوفر على مساطره الخاصة به وزمنها الدقيق، وما يرافق ذلك من تعقيدات حفظ حقوق المستمع إليهم والمتابعين، فإن الرأي العام ينتظر أن تسارع قيادة الجامعة الملكية لكرة القدم إلى احترام الآجال التي وضعتها لنفسها، بشكل سيادي وبكامل الإرادة..

وقد استحسن الرأي العام الوطني السرعة التي تفاعل بها المكتب المسير للجامعة مع الشعور الوطني العارم وقتها، والذي أدانت التلاعب بالفرحة الوطنية الكبرى واستغلالها لتحقيق مآرب صغيرة وأنانية، أساءت إلى المغرب ملكا وشعبا. وينتظر إعادة الشعور بالاعتزاز والفخر من براثن الذين لوثوه!

لقد تلقى السيد فوزي لقجع وساما ملكيا، تشريفا له على ما قدمه للكرة الوطنية، نعم، ولكنه وسام أخلاقي أيضا يفرض عليه الذهاب بالتحقيق إلى نهايته، لنعرف بالفعل متعة النهاية في رواية “البؤساء” التي سيكتبها له التاريخ إذا هو تجاوب مع انتظارات المغاربة وملكهم.

وهي فرصة ولا شك لكي يعرف المجال الرياضي التخليق الذي تتطلبه الفرحة العارمة من جهة والاحتفاء الملكي باللاعبين وأمهاتهم من جهة ثانية، ويتطلبه التطهير التدبيري استعدادا لآفاق أوسع وأرحب وأكثر استمرارية.

لقد تعود الكثيرون الاثراءَ من هوامش الإنجاز الرياضي المغربي، وتعودوا أن يشوشوا على فرحة الشعب المغربي وانتصاراته.

ولعل نتيجة التحقيق، الذي يجب أن يطال المسؤولين الرئيسيين وليس أكباش الفداء كما عودتنا إداراتنا القيام به، سيلمع صورتنا أحسن ويقيم سياجا من الهيبة حول المنجز الرياضي..

وبذلك سيدخل الرئيس فوزي لقجع التاريخ، من بابه الواسع: الإنجاز المونديالي.. والإصلاح في دواليب الرياضة الوطنية..

ونحن مقتنعون بأن فوزي لقجع يملك بين يديه تقارير عديدة، بعضها وطني وبعضها من دولة قطر الشقيقة، والتي استندت على الخبرة المغربية الأمنية في إنجاح المنافسة الدولية الأشهر في الرياضة.. ومن حقه بل من واجبه أن يستأنس بتقارير من هذا النوع للاقتداء بها وتحقيق أكبر قدر من الموضوعية وتجميع أكبر قدر من المعلومات التي تسعفه، من خلال اللجنة التي شكلها، لبناء القرار الدقيق والمتوازن.

فوزي لقجع اليوم تحت المجهر الوطني، وهو ولا شك يدرك جسامة المسؤولية في تصحيح أوضاع رياضية عفنة، بعضها طال كثيرا..

اترك تعليقا :
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *