يبدو أن ملامح مرحلة بلوكاج جديد بدأت تلوح في الأفق رغم تعيين الرجل الثاني في حزب المصباح سعد الدين العثماني لقيادة المحاولة الثانية لتشكيل الحكومة بعد فشل أمين عام الحزب عبد الإله ابن كيران في فترة خمسة أشهر، وهو الأمر الذي يجد سنده في تصريحات للقيادي بذات الحزب عزيز الرباح، الذي أكد على أن المشاورات التي سيقودها العثماني “ستسير هي الأخرى بمنطق عبد الإله ابن كيران”.
الرباح وصف التغيرات السياسية بالحزب والتي أفرزها بلاغ الديوان الملكي الأخير بالقول: “البلاغ أكد على النموذج المغربي، وقد كنا نمر بتمرين ديمقراطي، والديمقراطية الناشئة تشبه مباريات كروية، يمكن أن تربحها ويمكن أن تخسرها، ولكن بطولتها تنتهي بشكل إيجابي، وبلاغ الديوان أكد على احترام الدستور كمرجع وعلى احترام الاختيار الديمقراطي”.
وتابع الرباح الذي أدلى بتصريحاته أمام مقر انعقاد الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزبه اليوم السبت بمدينة سلا، أن “المجلس الوطني للحزب سيؤكد على نفس المقاربة ونفس المنهج حول دعم توجهات ابن كيران في المشاورات، كما سيؤكد على نفس المسار في المشاورات الحكومية مع سعد الدين العثماني”.
الرباح وجه سهام رسائله للغرماء السياسيين بالقول: “تغيرت المعطيات عند العدالة والتنمية، لذا وجب أن تتغير المعطيات كذلك عند الفرقاء الآخرين، حتى تصبح للسياسة معنى وحتى تصبح للسياسة نوع من المعقول، وإلا فإنه ليس هناك معنى”.
وبخصوص الطريقة التي سيسير بها العثماني المشاورات قال الرباح: “سنساند العثماني ولن نقيد حركته في المفاوضات، التي سيجريها مع عدد من الإخوة في الحزب، بأسلوبه وشكله الخاص، لكن بنفس منطق ابن كيران”.
وحول ما إذا كان الحزب سيقدم تنازلات في المشاورات المقبلة لتيسير تشكيل الحكومة قال الرباح: “ليست هناك تنازلات، بل هناك توافقات، لكن لن تكون خارج السياق الذي كان يقوده ابن كيران”.
الرباح لمّح كذلك إلى تغيير القيادة الجديدة للحزب ونزعها من ابن كيران لصالح العثماني بالقول إن “العثماني نظّر للحزب وقاده في فترة الهجمات الإرهابية عام 2003 باقتدار، وهو اليوم قادر ومؤهل لقيادة المرحلة المقبلة بدعم من كافة أعضاء الحزب وقياداته وبنفس النهج ونفس المنهج”، وأضاف “الحزب منهجه ليس شخصانيا، وحتى منهج ابن كيران لم يكن شخصانيا، ومع قدوم العثماني مستقبلا قد يتغير الشكل، لكن المقاربة والمنهج ستبقى هي نفسها”.
https://www.youtube.com/watch?v=GbBZTHGd9xs
