النائب الهولندي المغربي محمد مركوش: المشكلة ليست في المغاربة لكنها في فيلدرز نفسه
اعتبر عضو حزب العمال الهولندي، أحمد مركوش، الذي تعود أصوله للمغرب، أن “المشكلة في هولندا، ليست في المغاربة المقيمين بالبلاد، لكنها توجد في زعيم الحزب اليميني المتطرف خيرت فيلدرز”، وذلك على خلفية وصف الأخير للمغاربة في إحدى تجمعاته الانتخابية بالـ “حثالة”.
وشدد النائب مركوش على رؤيته للمشكلة التي أفرزتها تصريحات فيلدرز العنصري، بالقول إن: “فيلدرز أكبر مشكلة في هذا البلد لأنه عقبة تقف في وجه حل المشاكل وتساهم في عدم وجود تكامل داخل البلاد”، وذلك خلال مقابلة مطولة له أجراها مع الصحيفة الاسبانية “إل كونفيدونسيال”.
ووفقا لمركوش العضو البرلماني، المزداد عام 1969 في مدينة الناظور، فإن “الغالبية العظمى من المسلمين والمغاربة، مندمجون بشكل كامل داخل المجتمع الهولندي، وعندما تقوم بجولة في شوارع البلاد ترى المغاربة أصحاب محلات تجارية، أطباء، معلمين وسياسيين”، وتابع “رئيسة البرلمان مغربية، ورئيس بلدية العاصمة الاقتصادية لهولندا أيضا مغربي، والكل يناضل يوميا ضد لتطرف”، مضيفا أنه و”بخلاف مزاعم فيلدرز، فإن معدلات الانحراف ليست مرتفعة في هولندا”.
وبحسب صحيفة “إل كونفيدونسيال”، فإن أحمد مركوش، النائب بالبرلمان الهولندي منذ عام 2010، “أصبح واحدا من أبرز الأصوات المعارضة للتطرف في هولندا، من خلال إداناته لمختلف الهجمات الإرهابية التي تقع بعدد من مناطق العالم”، مذكرة في ذات السياق بشعاره الشهير “مسلمو هولندا، قفوا جميعا ضد التطرف”.
وفي مقابلته التي أجراها داخل مكتبه بالبرلمان الهولندي، وجه مركوش لـ “فيلدرز”، رسالة أوضح له فيها أن “هؤلاء الناس أتوا إلى هذا البلد، ليتذوقوا طعم الحرية والحضارة الغربية، وعندما يُلقون بأنفسهم في عرض البحر، فهم لا يفعلون ذلك لمجرد تحقيق نزوة، ولكنهم يطمحون للعيش في دولة القانون، كما أنهم لا يخاطرون بحياتهم لأسلمة هولندا”.
أحمد مركوش استغل الفرصة أيضا للتذكير بأن “الإسلام هو ثاني أكبر ديانة في هولندا، بعد المسيحية”. موضحا حسب تصريحاته أن “ما يقرب من 5% من المواطنين الهولنديين مسلمون، وغالبيتهم يعيش في أربع مدن هي: أمستردام وروتردام ولاهاي وأوترخت”. معترفا في ذات السياق بأن “عددا كبيرا من الشباب من الجيل الرابع لا يزال غير قادر على الاندماج، وسنحاول مساعدتهم في ذلك، بدلا من ردعهم بعبارات كتلك التي يتفوه بها زعيم اليمين المتطرف خيرت فيلدرز”.
كما أكد مركوش في ذات حديثه على أن “هولندا ليست عنصرية، وأنها أقل غزوا بالعنصرية من قِبل أي شخص كان”، مصرا على أن “فيلدرز يهدد فعلا البنية الاجتماعية والتعددية الثقافية في هذا البلد”.
