اخبار المغربمحليات

بوسيف: دينامية الشباب أعادت وهج النقاش التنموي.. والمغاربة الشباب كانوا دوماً قوة الإصلاح وحماة الوطن

الخط :
إستمع للمقال

تفاعلَ عبد الحفيظ بوسيف، عضو مجلس جهة سوس ماسة، في سياق يتسم بحركية اجتماعية غير مسبوقة، مع الحراك الشبابي الذي تعرفه البلاد خلال الأسابيع الأخيرة، في إشارة إلى الدينامية التي أطلقها ما بات يُعرف إعلامياً بـ”جيل Z”، داعياً إلى استثمار هذه التعبئة الإيجابية في تعزيز مسار الإصلاح والبناء الديمقراطي، بدل الانجرار وراء خطابات التوتر والعدمية التي لا تخدم المصلحة الوطنية.

وخلال مداخلته في أشغال الدورة العادية لشهر أكتوبر 2025 لمجلس جهة سوس ماسة، المنعقدة صباح الإثنين 6 أكتوبر بمقر عمالة أكادير إداوتنان، قال بوسيف رئيس الفريق التجمعي بمجلس الجهة: “دعوني في البداية أن أشيد بالروح الإيجابية والنفس الإصلاحي الذي حملته الدينامية الشبابية التي تعرفها بلادنا هذه الأيام، والتي تحرك الراكد من الأسئلة التنموية التي تهم القطاعات الاجتماعية، والعدالة المجالية والاجتماعية بنفس شبابي مسؤول”.

وأضاف أن هذه الحركة الشبابية تعكس وعياً مجتمعياً متجدداً يدعو إلى التسريع بإصلاحات جوهرية في قطاعي التعليم والصحة، والتصدي لكافة أشكال الاختلال وسوء الحكامة، انسجاماً مع الرؤية الملكية الرامية إلى تحقيق النهوض الجماعي المتوازن.

وشدّد بوسيف على أن الوقت قد حان لمواصلة الانفتاح على الشباب وتشجيعهم على المشاركة الفعلية في العمل التنموي، تجسيداً للاختيار الديمقراطي الذي أقرّه دستور المملكة، مشيراً إلى أن “الشعارات الجوفاء لم تعد مجدية، وأن الفعل الميداني هو الكفيل بتحقيق الكرامة الإنسانية بصيغة تليق بالمواطن المغربي”.

وأضاف قائلا: “فشكراً لهذه الأجيال الشابة على روحها الوطنية وانخراطها الصادق للتذكير بهذه الأهداف، فقد كان الشباب المغربي على الدوام هو قائد التغيير والتنمية وركن من أركان الوطنية والذود عن مقدسات البلاد”.

وفي الوقت ذاته، دعا رئيس الفريق التجمعي إلى القطع مع كل أشكال العنف وخطابات الكراهية التي تسيء إلى جوهر المطالب الشبابية، قائلاً بوضوح: “لا لخطابات الكراهية، لا للانحرافات، لا للتضليل، ولا للتنصل من المسؤولية”.

وفي ختام مداخلته، توقف بوسيف عند السياق الوطني الذي تنعقد فيه الدورة، والذي يتسم بالدينامية والإصلاحات الكبرى الجارية على مستوى ورش الجهوية المتقدمة، مذكّراً بأهمية تنزيل الميثاق الوطني للاتمركز الإداري، وتفعيل اختصاصات الجماعات الترابية لتعزيز قدرات الجهات في مواجهة التحديات التنموية.

وأشار إلى أن التوجيهات الملكية السامية، كما وردت في الرسالة الملكية إلى المشاركين في المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة بطنجة نهاية السنة الماضية، تمثل خارطة طريق واضحة لترسيخ العدالة المجالية وتحقيق التنمية المستدامة، مؤكداً أن الجهة مطالبة ببذل المزيد من الجهود لترجمة هذه الرؤية على أرض الواقع، وتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية.

وقد عبّر عبد الحفيظ بوسيف خلال هذه المداخلة عن موقف سياسي متوازن يجمع بين الإشادة بالحراك الشبابي باعتباره تعبيراً وطنياً مسؤولاً، وبين الدعوة إلى الحفاظ على السلم الاجتماعي ونبذ خطابات العنف، في تذكير بأن المؤسسات المنتخبة مدعوة إلى الإنصات للشباب لا مواجهتهم، وإلى ترجمة مطالبهم إلى برامج تنموية ملموسة تحفظ الكرامة وتعيد الثقة في العمل السياسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى