اخبار المغربمحلياتمستجدات

تارودانت.. استقالات جماعية تهز “البام” بأولاد تايمة وتفجر نزيفاً تنظيمياً يُربك رهانات الحزب قبيل الانتخابات (وثائق)

الخط :
إستمع للمقال

شهدت مدينة أولاد تايمة هزة سياسية قوية داخل حزب الأصالة والمعاصرة، بعدما تقدم عدد من أعضاء الأمانة المحلية، إلى جانب مجموعة من المناضلين والمنخرطين، باستقالات جماعية إلى الأمين الإقليمي للحزب، في خطوة وُصفت بأنها ضربة موجعة للحزب مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقبلة.

ويأتي هذا التطور في وقت كان الحزب يراهن فيه على تعزيز حضوره بهوارة، معقل حزبي التجمع الوطني للأحرار والاستقلال، منذ سنوات.

وبحسب نصوص الاستقالات التي توصل موقع “برلمان.كوم” بنسخ منها، فإن دوافع الانسحاب ترتبط بتراكم ملاحظات وانتقادات على الوضع التنظيمي، حيث اعتبر المستقيلون أن المناخ الداخلي لم يعد يعكس مبادئ الديمقراطية التشاركية التي تأسس عليها الحزب، بل يشهد مجموعة من الاختلالات التي أضعفت العمل السياسي وأفقدته حيويته.


ووفق ما جاء في هذه الاستقالات، فقد رصد المستقيلون عدداً من المظاهر التي اعتبروها سبباً مباشراً في قرارهم، أبرزها، إقصاء ممنهج للكفاءات، خاصة الطاقات الشابة، وإضعاف دورها في الحياة التنظيمية، اعتماد التسيير الأحادي واتخاذ قرارات انفرادية خارج آليات التشاور المؤسسي، محاولة استغلال بعض الأنشطة الجمعوية لخدمة أجندات دعائية حزبية ضيقة.

وبالإضافة إلى ذلك، أشار المستقيلون كذلك إلى غياب مناخ للنقاش الحر، وهيمنة خطاب سلطوي يحد من حرية التعبير داخل الاجتماعات، تمييز واضح بين أعضاء المكتب والمنخرطين، بما يهدد وحدة الصف الداخلي، تجاهل متكرر لآراء واقتراحات المناضلين، وتفشي صراعات داخلية أضعفت الروح الحزبية وعرقلت أي عمل جاد ومنظم.

وحسب مصادر “برلمان.كوم”، فإن عدد الاستقالات في تزايد وقد يصل إلى العشرات، تشمل أعضاء من الأمانة المحلية ومناضلين داخل الحزب، حيث من المرتقب أن يتم الإعلان عن هذه الاستقالات تباعاً بشكل شبه يومي، بعد أن تم توقيعها والمصادقة عليها لدى الجهات المختصة.

وفي المقابل، قلّل الأمين المحلي للحزب بأولاد تايمة، حميد الحايل، في تصريح لـ”برلمان.كوم“، من حجم هذه التطورات، قائلاً: “الانتقال الصيفي ورحلة اللقالق بدأت مبكراً، ولكن نحن في حزب البام محلياً بخير تنظيمياً، ولم أتوصل كأمين محلي بأي استقالة، وإنما مثليّ ومثلكم تابعت بعض وسائل التواصل التي نقلت ثلاث استقالات لأشخاص تم تجميد عضويتهم، ومنهم من لم يتجاوز انخراطه في الحزب أربعة شهور، ومنهم من لم يعد منخرطاً أصلاً،” مضيفا: “على أي، نحن مستمرون في تنقية البيت الداخلي.”

وأكد المستقيلون أن استمرار هذه الأوضاع لا ينسجم مع قناعاتهم السياسية ولا مع تصورهم للعمل الحزبي المسؤول، مشددين على أن قرارهم النهائي بالانسحاب هو أيضاً رسالة دعوة للمراجعة والتصحيح، حتى يتمكن الحزب من استعادة مساره النضالي الديمقراطي والعودة إلى خدمة المصلحة العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى