داعش يطرق باب الجمهورية الخامسة واتهامات للشرطة والمخابرات والعدالة الفرنسية بالتغاضي والتواطؤ الكبير

صرح رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس يوم الأربعاء 19 نوفمبر بأن نحو 50 من مواطني فرنسا، الذين ذهبوا إلى سوريا للقتال في صفوف الإسلاميين المتطرفين لقوا حتفهم. وأضاف أنه وفقاً للمعلومات الرسمية، هناك أكثر من ألف فرنسي يقاتلون حالياً في سوريا.
في الوقت نفسه، يتساءل الخبراء ما اذا كانت فرنسا تدرك أن المتطرفين المتشددين قد يطرقون بابها غداً؟
الصحافي الفرنسي المعروف “جاك بورد” يشارك بوجهة نظره حول هذا الموضوع ويقول: “أعتقد أن الخطر بات وشيكاً، نحن نواجه مشكلة كبيرة. فمع حقيقة وجود المتطرفين الإسلاميين في مناطق النزاع الحالية يبدو الأمر أكثر تعقيداً. العديد من بين هؤلاء يتكلمون الفرنسية: منهم الجزائريون والمغاربة والتونسيون وغيرهم. سوف يعودون في يوم من الأيام وربما سوف يتوجهوا إلى أماكان إقامتهم السابقة. والسؤال الذي يطرح نفسه ألن يعود جميعهم إلى فرنسا، لأنه قد يكون الحل الأسهل بالنسبة لهم؟”
ّ”جاك بورد” يضيق أن: “لقصة وجود بضع مئات من المواطنين الفرنسيين فقط بين المتطرفين في الواقع مجرد حكاية، إذ أن عدد الإسلاميين المتطرفين الفرنسيين يصل إلى 10 آلاف شخص، كما هو واضح من التحقيقات في الأعمال الإجرامية، يعود المجرمون عادة إلى الأماكن التي اعتادوا عليها، والسؤال أليست فرنسا هي المكان الأكثر ملائمة لتصبح جبهة للإرهابيين الذين تخرجوا للتو من المناطق الساخنة؟”
حتى أن عناصر الشرطة وأجهزة المخابرات يضيف ذات المتحدث، لا يملكون الحق في إشهار السلاح، وإلا سيكون مصير كل من قام بذلك السجن. فالعدالة الفرنسية تتميز بالتغاضي والتواطؤ الكبير، وهذا الأمر يبدو واضحاً تماماً من خلال الحكم الأخير الذي صدر بحق متطرف إسلامي لدى عودته، والذي حكم بالسجن سبع سنوات. وإذا ما اطلعنا على القانون الفرنسي، فإننا سوف ندرك أن هذا الحكم، في الواقع، يعادل ثلاث سنوات وراء القضبان، حيث يمكن للمعتقل أن يعلم رفاقه الجدد أساسيات الإرهاب، وسيتم الإفراج عنه وهو في 28 من عمره في حال دخل السجن في الخامسة والعشرين. وكل هذا على حساب العدالة الفرنسية!
وخلص الصحافي الى أنه إذا ما حكمنا على الأمر بموضوعية، فإنه سوف يكون أفضل للمتطرف أن يقع بيد الأجهزة السرية الفرنسية، من أن يقع، على سبيل المثال، بيد الأجهزة الجزائرية. ولذلك، فمن المرجح أن يشعل المتطرفون نيرانهم في فرنسا وبلجيكا. وبالتالي سوف ينهال علينا في نهاية المطاف كل الإسلاميين الناطقين بالفرنسية. وما علينا الآن إلا أن نستعد لهذا وندرك أن الجبهة الأوروبية قد تصبح قريباً حقيقة واقعة”.





