رسالة احتجاج من اللجنة المؤقتة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان

علمنا من مصادر موثوقة أن اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر، قد وجهت رسالة إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان، تنتقد فيها ما أسمته بانتحال الصفة وتمييع التمثيلية، حيث نظم المجلس المذكور يوم 15 شتنبر الأخير مائدة مستديرة بمشاركة أشخاص لا علاقة لهم بمهنة الصحافة ولا يحملون بطاقة الصحافة، مما اعتبر تزويراً في الصفة التمثيلية وانتهاكاً للقانون الأساسي للصحافيين المهنيين الذي ينظم الولوج إلى المهنة، وهذا ما دفع اللجنة المؤقتة إلى رفض الحضور حتى لا تزكي ما اعتبرته عبثاً واستهتاراً بتمثيلية مهنة الصحافة.
وتجدر الإشارة إلى أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان، نشر تقريره في أقل من 48 ساعة بعد المائدة المستديرة، مما يثير استغراباً حول سبب هذه الاستعجالية والزمن القياسي لإنجازه. ودفع هذا عدة مراقبين إلى طرح سؤال عدم الجدية وأن التقرير كان معداً سلفاً.
أما على مستوى مضمون التقرير، فإنه تضمن إغراقا لموضوع التنظيم الذاتي بعدة قضايا ومبادئ حول حرية التعبير وحرية الصحافة وحقوق الإنسان لا علاقة لها بمشروع القانون، وهذا من شأنه أن يخلق انطباعا لدى المجتمع بأن هيئة التنظيم الذاتي للمهنة مسؤولة عن احترام كل المبادئ الحقوقية الشاملة الواردة في التقرير.
كذلك فإن التجارب الدولية، التي استعرضها التقرير، تفرق بين التنظيم الذاتي والولوج إلى المهنة، بينما لم يوضح ما طرحه المجلس الوطني لحقوق الإنسان، هذا التمييز الضروري. غير أن الأخطر من هذا هو عدم اتساق التوصيات مع المبادئ الدولية، والتوصيات المتعلقة بالتمثيلية لا ترتبط بالتجارب الدولية والمبادئ التي انطلق منها التقرير، مما يظهر انفصالاً بين المضمون والمبادئ المعلنة. حيث كتبت التوصيات بمداد محلي صرف، لم يستفد مطلقا من التجارب الدولية.
الذي يدعو أكثر إلى التساؤل عن أهداف هذا التقرير، هو ما ورد حول إدماج توسيع نطاق أهلية الترشح والاقتراع للمتطوعات/ين في المجال الإعلامي، وصانعات/صناع المحتوى الإعلامي، معتبرا أن هذا التعريف الجديد سيشكل الأساس لإدماجهم في النظام الأساسي للصحفيات/ين المهنيات.
ويثير هذا الاقتراح التساؤل حول طبيعة “الخبراء” الذين أعدوا هذا التقرير، وعلاقتهم بالواقع المغربي، وبما يحدث أيضا حتى في الدول المتقدمة، حيث أن ما يسمى بـ”صناع” المحتوى” لا يعتبرون صحافيين، بل إن التوجه في أغلب دول العالم هو تحصين المهنة وتقويتها، وحمايتها من الدخلاء والمتطفلين ومنتحلي الصفة.