الأخبارمجتمعمستجدات

ظاهرة امتهان التسول تستفحل في المدن المغربية ومطالب بتطويق الآفة

الخط :
إستمع للمقال

تشهد معظم المدن المغربية، انتشارا مُزعجا لظاهرة التسول، مما يثير قلقا كبيرا بين المواطنين، إذ يتواجد المتسولون في كل زاوية تقريبا، بدءا من الشوارع الرئيسية وحتى الأسواق والمناطق السكنية والمساجد والمقاهي والمطاعم والفضاءات الخضراء، مما يجعل من التسول مشهدا يوميا معتادا.

وتعود أسباب انتشار التسول في المغرب إلى عوامل متعددة، منها الاقتصادية والاجتماعية، والفقر والبطالة هما من أبرز الأسباب التي تدفع الأفراد إلى الشوارع، بالإضافة إلى ذلك، يلعب التهميش الاجتماعي دورا كبيرا في دفع الأفراد نحو التسول، حيث يجد الكثيرون أنفسهم دون دعم أو فرص لتحقيق حياة كريمة، فيما يجدها البعض الآخر مهنة رئيسية له، الأمر الذي يجعل من نفس المتسول يتواجد بنفس المكان على مدار السنة، يترصد فيه المارة.

ويؤثر التسول سلبيا على المجتمع من عدة نواح، حيث يعكس صورة سلبية عن المدينة والبلد بشكل عام، مما قد يؤثر على السياحة، كما أنه يخلق شعورا بعدم الأمان بين السكان، خاصة في المناطق التي يتواجد فيها المتسولون بكثافة.

وفي هذا السياق، اعتبر علي شتور أن “انتشار التسول في المدن راجع للفقر والبطالة والهجرة الجماعية من القرى، للبحث عن حياة أفضل، بسبب الجفاف وعدم وجود دخل ثابت أو عمل قار”.

وفي جواب عن سؤال طرحه موقع “برلمان.كوم” أكد ذات المتحدث أن الأزمات الاقتصادية “تزيد من معدلات الفقر والبطالة وتؤدي في بعض الأحيان إلى التفكيك الأسري الشيء الذي يساعد على توسيع هوة الفقر ونشر الإدمان والمخدرات، مما يجعلهم غير قادرين على العمل ويختارون مسارا آخر”.

وقال شتور “الطامة الكبرى هم الأطفال الأكثر عرضة للعنف وسوء المعاملة، واستغلالهم في التسول من طرف عديمي الضمير وتشغيلهم في المحلات التجارية والحرفية، وبعض الأوراش الصناعية الصغرى، وجلهم منحدرين من أسر فقيرة وأوساط اجتماعية هشّة، خارقين بهذا القانون الذي يجرم تشغيلهم باعتبار أن مكانهم الطبيعي هو المؤسسة التعليمية”.

وشدد رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك أنه “حان الوقت للجهات المسؤولة للتدخل بحزم لمحاربة هذه الظاهرة، غير الصحية، وذلك بوضع برنامج زمني لمراقبة حركة المتسولين يوميا، مع إقامة مراكز للمتسولين المحتاجين للحماية؛ كي ترعاهم وتحفظهم وتُقدّم لهم حاجاتهم الأساسية والضّرورية وإعادة إدماجهم في المجتمع”.

مُشيرا إلى أنه يجب “توفير الاستقرار المادي للعائلات الفقيرة، من خلال إنشاء المشاريع التنمويّة، وتوفير فرص عمل للمتسولين، وتمويل الأسر المحتاجة”.

ومن جهة أخرى طالب شتور بالتصدي للظاهرة خاصة “أننا مقبلون على تنظيم أكبر تظاهرة عالمية لكرة القدم في سنة 2030، يجب اتخاذ إجراءات جريئة لتحقيق مستقبل سلمي ومزدهر ومستدام”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى