
بينما يستعد التلاميذ لمعاودة اللقاء بمقاعد دراستهم، سيعاود 400 تلميذ من دواري لبيايضة وولاد صبح لقاء مدرسة اشبه باسطبل تنساه أهله وأهملوه لعدم حاجتهم إليه. تقع المدرسة الفرعية لبيايضة على بعد ثلاث كيلومترات فقط من مركز قروي هو بني خلوق التابع اداريا لقيادة بني مسكين الغربية، دائرة البروج. ويقارب عمر هذه المؤسسة التي ابتدأت بقسم يتيم اكثر من عقدين من الزمن في حجرتها الدراسية الوحيدة انذاك تدرج عدد من أطر البلاد تفخر مؤسساتهم بزادهم وعطاءهم.

لكن وضع المدرسة اليوم بات مزريا بعد أن شيدت بها خمس قاعات في فناء مترب محاط بسور فقد نصفه، ودون مراحيض ودون شحرة واحدة، بينما منحتها الطبيعة شجرة شوك كبيرة كأي خلاء لم تصله عناية البشر بعد.
يقضي 400 تلميذ حاجاتهم الطبيعية في الخلاء وطبعا ما يسري على التلاميذ يسري على المعلمين والمعلمات في حال ما إن وجدوا انفسهم مضطرين لذلك.

تصم اكاديمية التربية والتكوين بالجهة آذانها عن حال هذه المؤسسة، فلم يسبق لوفد من الاكاديمية أن اطلع على وضعها أو كلف نفسه اجراء ترميمات على سقوف الحجرات أو ابوابها المتهالكة، او حتى التفكير في تزويد المدرسة بالماء او حفر بئر وبناء مرافق صحية.
المسؤولون المحليون لا يضعون أيضا في حساباتهم حال هذه المدرسة المأساوي. الجماعة المحلية اغفلت المدرسة لسنين طويلة، وكذلك تفاعل مجلس العمالة مع الموضوع، رغم الميزانيات المرصودة على الاقل للتسوير والتشجير.
ضعف الفعل الجمعوي في المنطقة ساهم كذلك في عزلة المؤسسة وبقاءها في حالة تشبه سجنا قاسيا للتلاميذ وللاطر التربوية على حد سواء. تأمل جمعية “اجيال لبيايضة” المؤسسة حديثا أن تحظى هذه المدرسة باهتمام اكبر للمسؤولين في وزراة التربية الوطنية وكذا المسؤولين المحليين. وتسعى الجمعية لعقد شراكات كذلك مع المجتمع المدني، وكذلك مع القطاع الخاص لنفس الغاية على أن تتحسن وضعية هذه المدرسة.






