مقتل ضباط جزائريين كبار في طهران يؤكد ارتباط نظام العسكري بالحرس الثوري الإيراني

كشفت تقارير إعلامية، في تطور خطير يعكس عمق التورط الجزائري في المحور الإيراني، مقتل أربعة ضباط جزائريين برتب عليا، بينهم لمين زوقار، واللواء مصطفى دحروش، والسعيد راشدي، والعميد تاج الدين مغولي، خلال القصف الإسرائيلي الذي استهدف مواقع استراتيجية للحرس الثوري الإيراني في العاصمة طهران.
ويشكل هذا التطور صفعة قوية لنظام العسكر، كاشفا النقاب عن حجم التنسيق الخفي بينها وبين النظام الإيراني عبر الحرس الثوري الإيراني. تحالفٌ غير معلن يطفو إلى السطح اليوم في واحدة من أكثر لحظاته إحراجا، إذ أنه يهدف إلى تغذية بؤر التوتر ودفع المنطقة نحو مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.
تأتي هذه الفضيحة في وقت حرج بالنسبة للجزائر، التي تواجه عزلة متزايدة على الصعيد الدولي، نتيجة مواقفها العدائية تجاه وحدة المغرب الترابية، ودعمها المستمر لجبهة البوليساريو الانفصالية ولجماعات إرهابية بمنطقة الساحل، حيث تزداد هذه العزلة عمقا بعد المواقف المتكررة للولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، التي جددت دعمها الواضح لمبادرة الحكم الذاتي المغربية.
أمام هذا المأزق، اختار النظام الجزائري الارتماء في أحضان إيران، في تحالف يوصف باليائس، يفتقر لأي قاعدة استراتيجية واضحة، ويغذيه فقط العداء المشترك للاستقرار الإقليمي. إذ سبق لإيران أن قدمت دعما عسكريا ولوجستيا مباشرا للبوليساريو، في إطار سعيها لتمديد نفوذها عبر أنشطة تشمل تهريب الأسلحة، التدريب العسكري، وخلق شبكات تجسس في المنطقة المغاربية.
وانزلقت الجزائر نحو محور يلقى رفضا واسعا على الساحة الدولية، متجاهلة تداعيات هذا الخيار على استقرارها الداخلي ومستقبل المنطقة المغاربية، حيث يكشف هذا الانحياز عن توجّه سياسي ينخرط في مغامرات غير محسوبة، تراهن على تحالفات محفوفة بالمخاطر، في وقت بدأت فيه علاقاتها التقليدية مع قوى وازنة مثل الصين وروسيا تشهد فتورا ملحوظا، خاصة بعد تلميحات هاتين القوتين إلى مواقف أكثر توازنا بشأن قضية الصحراء المغربية.
في ضوء هذه المعطيات، فإن مصرع الضباط الجزائريين في طهران لا يمكن اعتباره مجرد حادث عرضي، بل هو دليل صريح على مستوى التنسيق العسكري والاستخباراتي بين الجزائر وطهران، وعلى انخراط الجزائر في مشروع توسعي يعاكس مبدأ السيادة ويهدد استقرار شمال إفريقيا.





