
أدى العمل الاستباقي للتصدي للتهديدات الإرهابية إلى تفكيك خلية إرهابية يوم 22 مارس الماضي تطلق على نفسها«أحفاد يوسف ابن تاشفين في المغرب الأقصى .
الخلية وفقا للمعلومات التي حصل عليها موقع برلمان.كوم يقودها المدعو محمد الباشا، وبخصوص الأعضاء الآخرين فهم على التوالي: لحسن أوباها، خالد الطاهري، يونس برغوية، عبد الواحد معامة، سعيد اوزاويت، مصطفى البوسيدي، عبد الرحيم اوباها، حسن لغزال، عزيز المغري ثم يونس سعدان، وكانت الخلية تنشط في مدن أكادير أبي جعد، تيفلت، مراكش، تارودانت، عين حرودة، العيون وكذلك مدينة وجدة.
مسدسات ورصاص… وأشياء أخرى
كشفت عملية التفتيش التي قام بها المكتب المركزي للتحقيقات القضائية داخل “غرفة-مخبأ” تم كرائه بأكادير من طرف اثنين من أعضاء الخلية أن الخلية تملك أسلحة نارية منها على الخصوص 6 مسدسات إضافة إلى كمية من الرصاص من أنواع مختلفة.

أعضاء الخلية كانت بحوزتهم أيضا أجهزة إلكترونية “حواسيب مكتبية ومحمولة، بطاقات تخزين، بطاقات الهاتف ، أقراص مدمجة ، و تحتوي هذه الأجهزة على وثائق تكشف أنهم ماضون في تنفيذ مخططهم الإرهابي الذي يستهدف المملكة، كما كشفت الوثائق التي وجدت بحوزتهم عن الكره الذي يكنونه للمملكة ومؤسساتها و ولائهم اللامشروط “للخليفة” أبو بكر البغدادي والتزامهم للتضحية بحياتهم من أجل توسع وانتشار الجماعة الإرهابية “داعش”.
هذا وحرص زعيم الخلية على الاطلاع الجيد على “ميكانيزمات” العمل الجهادي ولهذا ضبط بحوزته وثائق ضخمة فيما يشبه “موسوعة” تتحدث عن العمليات الإرهابية و عن تفاصيل الاستعدادات للجهاد ، معلومات عن السلاح والتداريب ـ تقنيات الذبح والخطف والتجسس وفتاوى تبيح العمليات الجهادية والقتل ، تقنيات المواجهة مع قوات خاصة، حصص تدريب القناصة وكذلك تسجيلات فيديو تشرح كيفية تركيب الأسلحة وتفكيكها.

كما يتوفر على كتاب “إدارة التوحش” للكاتب المصري محمد حسن خليل الحكيمي وهو كتاب يحث الإسلاميين المتشديين على الحصول على السلطة أو الخلافة عن طريق عمليات إرهابية وأعمال عنف.
هكذا تشكلت الخلية
بدأ محمد أولباشا في الاندماج في العمل الجهادي عبر ربط علاقات مع ناشط في تنظيم القاعدة كان على علاقة بهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2011 وكان ينشط في باكستان وأفغانستان وتلقى أولباشا أنذاك تعليمات من القاعدة لتنفيد تفجير انتحاري ضد ملهى ليلي بالمغرب.
ومع تراجع نفوذ القاعدة في الآونة الأخيرة وتنامي “داعش”، سعى محمد أولباشا إلى تأكيد ولائه لهذا التنظيم الإرهابي عبر الإعداد لمخطط إرهابي يستهدف المملكة وذلك لما سيكون له من تأثير على منظومة الأمن بالمملكة ونظر أيضا لرمزية أي هجمة ستقوم بهاد داعش داخل المغرب.
مصادر التمويل
كان زعيم الخلية هو العقل المدبر للشؤون المالية ، فقد أضهرت التحريات أنه كان يحصل على تحويلات مالية من ناشط عراقي يدعى أبو محمد العراقي ينشط بالعراق منذ شهر أبريل من سنة 2014 حيث حصل بالمجموع على ما يقارب 157 ألف درهم وتم تحويلها عبر وكالة ويسترن يونيون في طنجة وتارودانت وأكادير والدار البيضاء
وكانت تصل هذه الأموال من العراق عبر الإمارات العربية المتحدة بواسطة مغربي يدعى الحسين العودي يشتغل في أحد الفنادق بدبي وهو ابن عمة رياض النعيمي الذي كان مرتبطا بمشروع إرهابي يستهدف المغرب وقطر.
كما حصل أعضاء الخلية في شهر يناير من السنة الجارية على تحويلتين من قطري يدعى حيسة عبد الله القواحطاني تقدر ب7600 درهم من قطر .
ولتنويع مصادر التمويل ، كان زعيم الخلية محمد أولباشا يخطط للهجوم على وكالات بنكية وسيارات نقل الأموال.
مخططات إرهابية تطبخ على نار هادئة
يوجد ضمن لائحة المستهدفين من قبل الخلية، إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، واالناشط الأمازيغي أحمد عصيد، والشاعرة الأمازيغية مليكة مزان، وعزا المتهمون استهداف هؤلاء إلى الحكم عليهم ب”اللائكيين”.
كانت لديهم أيضا مخططات لقتل مواطنين أجانب بالمملكة خصوصا أولائك الذين ينتمون للدول المشاركة في التحالف الدولي ضد داعش وخططت الخلية لاستهدافهم عبر زرع قنابل في سياراتهم أو قرب منازلهم.

كما كان أعضاء الخلية يخططون لاستخدام درجات نارية لاستهداف السياح الفرنسيين والإسبان في الأماكن العمومية بمراكش وأكادير وتيزنيت.
كانت الخلية تسعى إلى تكرار ما قامت به داعش في المآثر التاريخية بالموصل، ولذلك كانت تخطط أيضا لمهاجمة أضرحة “بوعبيد شيركي” و”سيدي الزرهوني” و”سيدي صالح” ومقبرة يهودية تسمى “الصانية” بأبي الجعد.
تنفيذ كل هذه المخططات كان سيتم تحت لواء “ولاية الدولة الإسلامية في المغرب أحفاد يوسف بن تاشفين” وقد اختار أعضاء الخلية أن يقوموا بتسجيل ولائهم للبغدادي عبر تسجيل صوتي فقط، لتجنب ما وقعت فيه خلية بركان التي صورت فيديو تعلن فيه ولائها للدولة الإسلامية وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من الوصول إليها بعد تحليل شريط الفيديو الذي نشر على اليوتوب .





