من شعارات المقاومة إلى تزكية التطبيع وإدانة حماس.. النظام الجزائري يفضح نفاقه في الأمم المتحدة (صورة)

سقط نظام العسكر الجزائري مرة أخرى في تناقض صارخ يفضح ازدواجية خطابه السياسي، فبينما ملأ مندوب الجزائر قاعة الأمم المتحدة ضجيجا وشعارات رنانة في ما يخص القضية الفلسطينية متاجرا بمعاناة المدنيين في غزة، جاء تصويت الجزائر لصالح إعلان نيويورك ليثبت أن الكلام شيء والواقع شيء آخر.

الإعلان الأممي، الذي صوّتت له الجزائر، أدان صراحة هجمات 7 أكتوبر التي نفذتها حركة حماس، وطالبها بنزع سلاحها وإقصائها عن حكم غزة، كما فتح الباب أمام مسار التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، أي أن الجزائر، التي تدّعي الدفاع عن “المقاومة” و”رفض التطبيع”، زكّت بيدها قرارا يضرب أساس خطابها الدعائي منذ عقود.
وهذا السلوك يعرّي حقيقة سياسة الكابرانات القائمة على المتاجرة بالقضية الفلسطينية من أجل تصفية حسابات إقليمية، خصوصا مع المغرب، فحين يتعلق الأمر بالمزايدة على المغرب في ملف فلسطين، ترفع الجزائر عقيرتها بالشعارات وتدّعي احتكار “الدفاع عن القضية”، لكنها حين تُوضع أمام اختبار سياسي حقيقي، تنصاع وتؤيد قرارات أممية تناقض كل ما تدّعيه.
وتصويت الجزائر لصالح إعلان نيويورك يفضح بوضوح أن ما يهم النظام العسكري ليس فلسطين ولا المقاومة، بل البحث عن موطئ قدم ديبلوماسي وسط المبادرات التي تقودها قوى كبرى، أما الشعب الجزائري، الذي يُغذّى يوميا بخطاب الكراهية والتعبئة الفارغة، فسيظل ضحية لهذه الازدواجية الفاضحة.
والجزائر اليوم لم تفقد فقط مصداقيتها في الدفاع عن القضية الفلسطينية، بل أكدت للعالم أنها أسيرة سياسة الشعارات، تقول شيئاً وتفعل نقيضه، وهو ما يضعها في خانة الدول التي فقدت أي وزن أخلاقي أو سياسي في المحافل الدولية.





