من يريد أن يستغل الشباب المغربي كدروع بشرية في الاحتجاجات؟

إذا كان صحيحا ما يتم الترويج له بأن دعوات المشاركة في احتجاجات جيل Z هي تعبير عن مطالب الشباب المغربي، فلماذا إذن يزاحم عبد الحميد أمين نفسه مع الشباب ويمعن في امتطاء صهوة الشابات في شوارع الرباط؟
وإذا كانت تجمهرات السبت والأحد بنكهة الشباب كما يزعمون، فلماذا نجد إذن الشيخ المتصابي فؤاد عبد المومني كان أول من يعرض لسانه الطويل للعق أحذية المتجمهرين؟ بل إن هذا الشيخ السبعيني كان أول من تلقّف دعوات التحريض على الاحتجاج، عارضا لُعابه اللزج مجانا لمسح أرجل المتجمهرين!!
فمن هذا الذي يريد أن يكذب علينا بمشجب الشباب؟ فهل نبيلة منيب وخديجة الرياضي وحسن بناجح وتوفيق بوعشرين وعبد الحميد أمين وفؤاد عبد المومني من الشباب؟ وهل يتقاسمون نفس هموم الشباب؟ أم أنهم لا يرعوون في استغلال الشباب لقضاء مآرب الشيوخ والكهول وحديثي العهد باليوتوب؟
وإذا كان صحيحا كذلك بأن جيل Z هم شباب بدون خلفية سياسية، وإنما يتطلعون وينشدون أهدافا اجتماعية كما يتم الزعم بذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، فلماذا إذن يقحم حزب العدالة والتنمية وحزب الزعيم السرمدي نبيل بن عبد الله “كرموصتهما في شريحة الشباب”؟ ولماذا تفتي آمنة ماء العينين في قضايا الشباب وهي التي لا تتقاسم معهم سوى الطيران على أجنحة “المولان روج”؟
للأسف، يصر بعض ممتهني التوترات الاجتماعية، ممن يحتكرون التجمهرات بالشارع العام، وممن يركبون عليها في مواقع التواصل الاجتماعي، أن يستخدموا بعض الشباب اليافع كذروع بشرية لاستفزاز الدولة وجرها للمواجهة تحت عبارات استفزازية من قبيل “الحراك الشبابي” و”التوتر الاجتماعي”… وغيرها من الشعارات المشبعة بالاحتقان.
لقد أصبح الموضوع مكشوفا اليوم، وصارت اللعبة على المفتوح، خصوصا بعدما خرجت حسابات لبعض الشباب تعلن الولاء للدولة والبراء من نبيلة منيب وإخوان حسن بناجح ومن حديثي النعمة في اليوتوب من أمثال توفيق بوعشرين وحميد المهداوي وغيرهم ممن يتاجرون بسقط المتاع على مذبح التقلاز للدولة من تحت الجلباب.
فلا يمكن لأي دولة، كيما كانت، أن تسمح أو تقبل بدعوات تحريضية مجهولة منسوبة للشباب، بينما يسير فيها الشيوخ والكهول المرضى بالاحتجاج والمهووسين بالشعارات!
ولا يمكن لأي دولة، مهما كان منسوب ديموقراطيتها، أن تسمح بالتجمهر الذي يخرج من رحم المجهول، ولا أن تسمح بخرق القانون من طرف سياسيين وأحزاب سياسية ينشدون مواجهة خصومهم ضمن الأغلبية الحكومية في الشارع العام؟
فالاحتجاج مكفول قانونا، لكن آلياته يجب أن تكون قانونية. لأن نبل الغاية لا يمكن أن يغني عن شرعية الوسيلة. وما شهده المغرب يومي السبت والأحد لم يكن قانونيا، ولا شبابيا، ولا اجتماعيا، يكفي أن تتفحص تجاعيد الشيوخ المشاركين لتدرك بأن الشباب كانوا مجرد دروع بشرية في صراع سدنة ومحتكري الاحتجاج.