نقاش هادئ.. للرد على تشنُّجات الحسين المجدوبي وتوتره الزائد

عندما وجهنا سؤالا مشروعا للحسين المجدوبي حول حجم ومستوى تورطه المفترض في التواطؤ مع هشام جيراندو، المدان بالسجن النافذ في قضايا التشهير والابتزاز المالي والتحريض على قتل مسؤول قضائي، كنا ننتظر منه فقط جوابا شافيا، يشفي غليل القارئ المندهش من التسجيلات الصوتية الخطيرة التي نشرها يوتيوبرز مغاربة، والتي يُسمع فيها الحسين المجدوبي كزعيم عصابة يُحرِّض على جرائم يعاقب عليها القانون.
وعندما استفسرنا الحسين المجدوبي كذلك عن صحة تلك التسريبات التي تورطه في التحريض على التشهير والابتزاز والتخابر، كنا نُشبع حاجيات الصحفي إلى المعلومة الصحيحة، وكنا أيضا نحاول البحث عن جواب يُبدِّد غَبش الضبابية التي تَحوم حول هذا الصحفي الموسوم بولاءاته العابرة لفؤاده الذي يَضيق بالسؤال.
ولمّا كنا نَطرح هذه الأسئلة المشروعة على الصحفي أبو ندى (الحسين المجدوبي)، كنا نُمني النفس بأن يَترفع الرجل عن أسلوب التراشق بالسباب والتنابز والهمس من وراء الستار، وأن يَتحلى بالجسارة الأدبية و”البسالة”، وأن يُجيب عن سؤال بسيط ومشروع: هل أنت فعلا صاحب تلك التسجيلات التحريضية مع هشام جيراندو؟ وإذا كان الجواب بالإيجاب: لماذا إذن تَتورَّط في التحريض ضد المؤسسات والمسؤولين المغاربة؟ وهل كنت تَتصرَّف بخلفية إجرامية فردية؟ أم كنت تُصرِّف إملاءات جهة مُعيَّنة هي من تُحرِّضك على التحريض؟
لكن للأسف، وكما توقعنا ذلك بشكل مُسبَق، خرج الحسين المجدوبي مُتوتِرا ومًتجَهِما للرد على موقع برلمان! بل أخرج الرجل من جُعبَته مارد “الجهل” الذي أصبح بمثابة عدوى تَنتقل بالهمس واللمس بين كل من يُخالِطهم هشام جيراندو البليد.
أكثر من ذلك، وعوض أن يَرد الحسين المجدوبي على تساؤلات مبدئية بسيطة ومشروع، انبرى يَعترِف من حيث لا يَحتسِب بتورطه الصريح والمباشر في التخابر مع هشام جيراندو وتأليبه إجراميا ضد مسؤولين في الأمن والدولة!
ف”الزميل” أبو ندى يَعترِف تلقائيا بأنه صاحب تلك التسجيلات التحريضية مع هشام جيراندو عندما كتب صراحة ما يلي :”نحن لا نُحرِّض ضدهم بل فقط نتساءل”! فالحسين المجدوبي يُقِر علانية وبشكل صريح بأن ما قام به “كان مجرد تلميح مبهم حول مسؤول او اثنين”، وأن تلك التسجيلات الإجرامية لم تَكن تَعتمل التحريض وإنما التساؤل فقط!!
فالحسين المجدوبي حاول دَفع التهمة عنه بالاعتراف غير المباشر! وهذا ضَرب من ضروب جهل الرجل وجهالته. فالزميل أبو ندى يَعتبِر تحريض شخص هارب من العدالة ضد مسؤولين أمنيين مُجرَّد “تساؤل” ومُجرَّد “تلميح مبهم”!
فهل هذا غَباء؟ أم أنها فَهلوة؟ ولعمري إنه الغباء المفضوح في أقصى تجلياته وأبعاده. فمجرد التخابر مع شخص هارب من العدالة هي جريمة، وتحريضه العلني هو إجرام صارخ، وأكثر من ذلك: فهشام جيراندو ليس جهة يُمكن للحسين المجدوبي أن يَطرح عليها أسئلة أو يُوَجِّه لها تلميحات! لأنه ببساطة مُجرم مُرتبط بشبكة عابرة للحدود، تَنشط في الابتزاز والنصب والاحتيال، وتَتربَّص بصورة المغرب عبر الإمعان في تكتيكات الحروب الهجينة التي تراهن على سلاح الأخبار الزائفة.
وفي المحصلة، يبدو أن الحسين المجدوبي وباقي رِفاقه الثوار في قَومَة “الكمون” العجيبة، لا يؤمنون بالنقاش والتفاعل الإيجابي، وإنما يَجتمعون فقط على الضَلالة والخَسارة و البَلادة، على النقيض تماما من أمة سيدنا محمد التي لا تَجتمِع على الضَلال.




